في ثناياه" (١)، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "رأيت الوحي ينزل على النبي -عليه السلام- (٢) وإنه على راحلته فترغو وتفتل يديها حتى أظن أن ذراعها تنقصم، فربما بركت (٣)، وربما قامت موتدة يديها حتى يسرى عنه من ثقل الوحي وأنه لينحدر منه مثل الجمان" (٤) فيحتمل أن جبريل -عليه السلام- أنزل عليه سورة هود وأخواتها على هذه الطريقة الشديدة فلذلك شيبته.
والرابع: هو تكرار المعنى المزعج، ففي سورة هود تكرار لفظة بعد أي هلك، وفي سورة الواقعة تكرار أنتم أو نحن، وفي سورة "المرسلات" تكرار لفظة ﴿وَيْلٌ﴾، وفي سورة ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١)﴾ تكرار لفظة "وكان" "وكانت"، وفي سورة "التكوير" تكرار لفظة "إذا" على سبيل الوعيد (٥).
قوله: ﴿أُحْكِمَتْ﴾ بمعنى الخصوص وهو إحكام التلاوة وتهذيبها مما يلقي الشيطان في الأمنية. ﴿ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ﴾ عنده بلا وساطة أو التفصيل هو تفسير رسول الله مجملات الآي ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا﴾ مضمرًا آتيناكه (٦) لتقوم بالوعظ أن لا يعبدوا، وإنما قدم الاستغفار على التوبة لأن الإنسان يستفتح الشر ويعرض عنه مستغفرًا، ثم يستفتح الخير ويقبل عليه مستوفيًا، والمراد بالاستغفار (٧) كسب سبب المغفرة وهو إصلاح العقيدة، وبالتوبة سبب الاستقامة بإصلاح العزيمة.
﴿وَيُؤْتِ﴾ الله تعالى ﴿كُلَّ ذِي فَضْلٍ﴾ خصلة فاضلة فضيلتها من الثواب.
(٢) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب" (صلى الله عليه وسلم)
(٣) في الأصل: (نزلت) وهو خطأ.
(٤) ابن سعد في الطبقات (١/ ١٩٧) وفيه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أروى الدوسى.
(٥) هذه المعاني الأربعة التي ذكرها من مفردات هذا التفسير لم نجدها في كتاب غيره.
(٦) المثبت من "ب"، وفي البقية: (أتينا له).
(٧) في الأصل مكررة (الاستغفار).