ويحتمل أنهم أرادوا نفي عقد النكاح ﴿لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾ كناية عن فعلتهم الخبيثة.
﴿لَوْ أَنَّ لِي﴾ جواب (لو) مضمر (١) تقديره شديد يمنعكم عن هؤلاء الضيف، أراد بالركن الشديد: وليًا يعتضد به من جار أو عشيرة.
﴿أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾ يدل على استعجال لوط -عليه السلام- (٢).
﴿مَنْضُودٍ﴾ متراكم تراكمت أجزاء السجيل حتى تحجر (٣).
﴿مُسَوَّمَةً﴾ نصب على الحال (٤) أو القطع، أي معلمة بخطوط من الألوان.
﴿وَمَا هِيَ﴾ أي العقوبة أو الحجارة ﴿مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ قوم لوط ويحتمل أهل مكة (٥)، فتلك الحجارة لم تكن ببعيد منهم لأنهم كانوا يمرون بها في أسفارهم إلى الشام، وقد كان وقع بمكة من جنسها عام الفيل،

(١) يمكن أن نقدر الجواب: لفعلت بكم وصنعت كذا وكذا فهو كقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ...﴾ [الرّعد: ٣١] فقد قدر الزجاج الجواب: لو كان هذا كله لما آمنوا.
[زاد المسير (٢/ ٤٩٦)].
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - معنى" منضود": يتبع بعضه بعضًا. ذكره ابن الجوزي في تفسيره [زاد المسير (٢/ ٢٩٤)].
وفي معنى "سجيل" رجح الطبري أنها حجارة من طين ولذلك وصفها الله في موضع آخر من كتابه ﴿لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤)﴾ [الذاريات: ٣٣، ٣٤]
(٤) ويجوز أن تكون "مسومة" صفة لـ "حجارة" وحينئذ يلزم تقدم الوصف غير الصريح على الصريح لأن "من سجيل" صفة لحجارة، والتسويم العلامة، فقيل: عُلِّمَ على كل حجر اسم من يرمى به.
[الدر المصون (٦/ ٣٧٠)].
(٥) الأظهر أن الخطاب موجه إلى مشركي قريش أن يصيبهم ما أصاب قوم لوط وما هذه الحجارة التي أمطرت على قوم لوط ببعيد عنكم، روي ذلك عن مجاهد وقتادة.
[تفسير الطبري (١٢/ ٥٣١)].


الصفحة التالية
Icon