إليه، قوم شعيب كانوا يخوفونه بأنه يعتريه بعض آلهتهم بسوء وعذاب ويسمونه كاذبًا، فقال على سبيل التهديد: ﴿وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ على حالتكم التي هي حالة التمكين من الاختيار ﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾ عملي على هذه الحالة ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ﴾ (١) [عند نسخ حالة الاختيار بحالة الإلجاء والاضطرار.
﴿فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ﴾ إياهم أن استخفهم فأطاعوه في عبادته] (٢) وتعبيد بني إسرائيل ﴿بِرَشِيدٍ﴾ مرشد.
﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ﴾ يقال: قَدُمَ يقدم بضم العين فيهما إذا صار قديمًا أو مقدمًا، وقدِم يقدم بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر إذا تلقي واستقبل، وقدَم يقدم بفتح العين في الماضي، وضمها في الغابر إذا تقدم ﴿فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ على سبيل التسبب دون التسليط، وقال ابن عرفة: الورود موافاة المكان قبل دخوله وحقيقة الوصول والبلوغ. (الرفد) اسم للقوام المستفاد، والرفد بدل القوم، فلما كان قيام بؤس آل فرعون وانتظام وبالهم وتتمة المقدور فيهم باللعنة بعد اللعنة وقعت العبارة عنها بالرفد، ويحتمل أنهم أطاعوا فرعون طمعًا في الرفد فبدله الله باللعنة فوقعت العبارة عن البدل.
﴿قَائِمٌ﴾ باقٍ ﴿وَحَصِيدٌ﴾ فانٍ (٣)، يقال: حصدهم بالسيف، فالباقي مثل مصر وجنة شداد وأخواتهما، والفاني مثل حِجر والمؤتفكات وأخواتها.
﴿تَتْبِيبٍ﴾ تخسير، و (التباب): الخسار.

(١) في "ب": (من هو كاذب).
(٢) ما بين [...]، من "ب" "ي".
(٣) قال ابن قتيبة: القائم: الظاهر العين، والحصيد: الذي قد أبيد وحصد. وقال الزجاج: القائم: ما بقيت حيطانه، والحصيد: الذي خُسِفَ به وما قد امَّحَى أثره.
[معاني القرآن للزجاج (٣/ ٧٧)، زاد المسير (٢/ ٣٩٩)].


الصفحة التالية
Icon