كتحريك هاء (١) الندبة (٢)، ثم قلبوها تاء، فهاء التأنيث، فأدخلوا عليها الإضافة بالكسر، والندبة بالفتح، وقيل: التاء عوض عن ياء المتكلم لأنها لا (٣) تثبت مع الياء، وإنما جمع جمع العقلاء لاعتبار فعل العقلاء وهو السجود أو لأن تأويل (٤) أبواه وإخوته.
﴿لَا تَقْصُصْ﴾ لأنه علم غيرتهم ومنافستهم في طريق المشاهدة أو من طريق القياس على أمر أخيه عيصو (٥)، وذكر الشيطان لأنه كان يعلم أنهم يفهمون التأويل؛ لأن البيت كان بيت النبوة والعلم فيتخوف على يوسف البوائق وعلى إخوته البغي من وسوسة الشيطان. وعن وهب: رأى هذه الرؤيا وهو ابن اثنتي عشرة سنة (٦) وكان رأى قبل ذلك وهو ابن سبع سنين (٧) إحدى عشرة (٨) عصًا طوالًا مركوزة في الأرض كهيئة الدائرة وإذا عصًا صغيرة تثب على هذا العصي فتغلبها وتفوقها.
﴿وَكَذَلِكَ﴾ إشارة إلى السجود أو لاختصاصه بالرؤيا (٩)، فإنما بشره بالاجتباء لرؤياه؛ فإنّ الرؤيا من الله والعلم (١٠) من الشيطان، وبشره بعلم

= عليها بالهاء وأنت خافضٌ لها في الوصل؛ لأن تلك الخفضة تدل على الإضافة إلى المتكلم.
(١) في "أ": (واستجازوا تحريكها كتحريكها الندبة).
(٢) ومنه قول النابغة:
كِليني لِهَمَّ يا أُمَيْمَةَ ناصبِ وليلٍ أُقاسيه بطيء الكواكبِ
بفتح التاء في "أميمةَ".
(٣) (لا) ليست في الأصل.
(٤) في "أ": (تأويله).
(٥) هو أخو نبي الله وعم يوسف ذكره أهل التفسير كالقرطبي والبغوي، وبعض شروح الحديث كعمدة القاري للعيني، والعرب تسميه (العيص) وإليه ينسب الروم.
(٦) ذكره ابن الجوزي كأحد الأقوال عن عمر يوسف وقت الرؤيا (٤/ ١٨٣).
(٧) ذكره ابن الجوزي كأحد الأقوال عن عمر يوسف وقت الرؤيا (٤/ ١٨٣)، وذكر أيضًا قولًا ثالثًا وهو سبع عشرة سنة.
(٨) (عشرة) من "أ" "ي"..
(٩) في "ب": (والاختصاص بالرؤيا)، وفي "ي": (أو الاختصاص فساح أمره بالرؤيا).
(١٠) في "أ": (الحلم).


الصفحة التالية
Icon