يحتمل إخوة يوسف ويحتمل السيارة (١) ﴿بِضَاعَةً﴾ قطعة من المال يتجر بها، وهي منصوبة على الحال (٢).
﴿وَشَرَوْهُ﴾ يحتمل البيع من إخوة يوسف ويحتمل الاشتراء من السيارة. ذكر في التواريخ (٣) أن إخوة يوسف لما رجعوا من الغد إلى البئر لم يجدوا يوسف فيها فافتقدوه فوجدوه في هذه الرفقة فأوهموا أنه عبد آبق باعوه منهم بعشرين درهمًا (٤)، وقيل: باثنين وعشرين (٥) ﴿بَخْسٍ﴾ باخس أو مبخوس ﴿دَرَاهِمَ﴾ مضروب من الفضة للمعاملة، (الزهد في الشيء): الرغبة عنه.
﴿الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ﴾ هو عزيز مصر اسمه قُطيفَرع، وقيل: قُطْفير (٦) اشتراه من مالك بن ذعر دخل به السوق وعرضه للبيع، فبلغ ثمنه في العرض مقدارًا من المسك وحرير وذهب وفضة، فاشتراه العزيز بذلك لامرأته زليخا، وقيل راعيل (٧) وإنما وكله إليها لتربّيه تربية الأم ولدها ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ اجعلي منزلته حميدة حسنة لئلا يفسد بتربية السوء فيتطرق إليه خيانة العبيد ﴿عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا﴾ تفرس لما فيه من مخايل (٨) الكرم (٩)
[الطبري (١٣/ ٤٩)].
(٢) ويجوز أن تكون "بضاعة" مفعولًا ثانيًا على أن يُضَمَّن "وَأَسَرُّوهُ" معنى صَيَّروه.
(٣) بل ورد كذلك في الطبري (١٣/ ٥٠ - ٥١)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١١٤) عن السدي.
(٤) هذا الرقم ورد في رواية السدي عند الطبري، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١١٦)، وهو مروي عند ابن أبي حاتم (٧/ ٢١١٦) عن مجاهد.
(٥) هذا الرقم ورد عند ابن أبي حاتم (٧/ ٢١١٥) عن عكرمة.
(٦) أما قطفير فقد وجدناه في جميع التفاسير أما قطفيرع فلم نجده، ووجدناه بلفظ أطفير.
[الطبري (١٣/ ٦١)، زاد المسير (٢/ ٤٢٤)].
(٧) محمد بن إسحاق سماها (راعيل بنت رعائيل)، وأما زليخا فسماها الجبائي كما في تفسير أبي الشيخ، انظر الدر المنثور (٨/ ٢١٥)، ومقاتل كما في زاد المسير (٤/ ١٩٨)، وقيل: إن اسمها راعيل وأن لقبها (زليخا) كما في تفسير أبي السعود (٤/ ٢٦٢).
(٨) (من مخايل) ليست في "ب".
(٩) (الكرم) ليست في الأصل.