مستقرها في آخر الزمان، تغرب الشمس فتمكث ما شاء الله غير طالعة، ثم تطلع من نحو المغرب يومًا واحدًا ثم تعود لهيئتها إلى انتهاء أيام الدنيا لقوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ﴾ [إبراهيم: ٣٣]، وقرأه ابن مسعود: ﴿والشمس تجري لا مستقر لها﴾ (١) وقيل إنها تستقر كل ليلة ساجدة تحت العرش، ساجدة حتى يؤذن لها إلى الرجوع إلى الدنيا لقوله: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾.
وعن أبي ذر قال: سألت رسول الله (٢) عن قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ قال: "مستقرها تحت العرش".
وعن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله (٢) في المسجد حين وجبت الشمس فقال: "يا أبا ذر أتدري أين تذهب الشمس؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "إنها تذهب حتى تسجد بين يدَي ربها فتستأذن بالرجوع فيؤذن لها، وكان قد قيل لها ارجعي من حيث جئت، فترجع إلى مطلعها فذلك مستقرها" ثم قرأ ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ (٣).
وعن ربيعة الحرشي قال: عشر آيات بين يدَي الساعة: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بحجاز العرب، والرابعة الدجال، والخامسة نزول عيسى ابن مريم، والسادسة الدابة، والسابعة الدخان، والثامنة يأجوج ومأجوج، والتاسعة ريح باردة لا يبقى نفس مؤمنة إلا قبضت في تلك الريح، والعاشرة طلوع الشمس من مغربها (٤).
﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ وهي النجوم، هي أجزاء البروج وهي ثمانية

(١) هي قراءة لابن عباس كذلك عند أبي عبيد في فضائله (١٨١)، وابن الأنباري في المصاحف كما في الدر (١٢/ ٣٤٨)، وهي قراءة شاذة.
(٢) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٣) البخاري (٣١٩٩)، ومسلم (١٥٩)، وأحمد (٥/ ١٥٢).
(٤) هذه الرواية ذكرها عبد الرزاق في مصنفه (٢٠٧٩٢). وأصل الحديث من رواية حذيفة بن أسيد عند مسلم (٩٠١).


الصفحة التالية
Icon