﴿لَشَوْبًا﴾ مزجًا وخلطًا.
﴿إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ﴾ كأنهم يخرجون عند أكل الزقوم من الجحيم في سواء أي ضحضاح في الجحيم أو النار ثم يرجعون بهم إلى سواء الجحيم، ويحتمل أن الضمير في قوله: ﴿مَرْجِعَهُمْ﴾ عائد إلى الأحياء من كفار قريش وأمثالهم دون الأموات الذين دخلوا النار.
﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (٧٨)﴾ من قولهم: ﴿سَلَامٌ﴾ أو تركنا عليه الصيت والذكر في الآخرين، أو تركنا عليه البركة في أعقابه ليكون قوله: ﴿سَلَامٌ﴾ ابتداء كلام من جهة الله تعالى.
الظاهر من كتاب الله أن الغلام الحليم هو إسماعيل -عليه السلام- (١)، وأن البشارة بإسحاق وهو الغلام العلم غير البشارة الأولى، وإذا كان كذلك فقضية الظاهر أن الذي بلغ معه السعي وكان من أمره ما كان هو إسماعيل -عليه السلام-، وكذلك قوله -عليه السلام- (٢): "أنا ابن الذبيحين" (٣).
وعن عطاء بن يسار قال: سالت خوّات بن جبير (٤) عن ذبيح الله أيهما كان؟ فقال: إسماعيل (٥).
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ رأى إبراهيم في منزله بالشام أن يذبح إسماعيل بمكة فركب إبراهيم إليه على البراق حتى جاءه فوجده عند أمه فأخذ بيده ومضى به لما أمر به، وجاء الشيطان في صورة رجل يعرفه
(٢) (وكذلك قوله -عليه السلام-) ليست في "أ"، و (السلام) ليست في "ي".
(٣) ذكره في تاج العروس (٦/ ٣٦٩)، وقال: أنكر هذا الحديث جماعة وضعفه آخرون وأثبته أهل السير. انظر كتاب الكليات (١/ ١١٥).
(٤) خوات بن جبير الأنصاري المدني شهد بدرًا مع النبي - ﷺ - وأُحدًا والمشاهد بعدها، معدود في الصحابة.
[الإصابة (٢/ ٣٤٦)، الاستيعاب (٢/ ٤٥٥)، التاريخ الكبير (٣/ ٢١٦)].
(٥) الحاكم (٢/ ٦٠٥) بسند فيه الواقدي.