و ﴿مُلِيمٌ﴾ الذي يأتي لما يلام عليه.
﴿بِالْعَرَاءِ﴾ الفضاء والهواء.
﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا﴾ إن كان المراد بالجنة الملائكة (١) فعلّمهم ﴿إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ علّمهم أنهم ميتون بحكم الله تعالى ثم (٢) مبعوثون بإذنه ليوم الجمع لا ريب فيه، أو علمهم أن المشركين محضرون في النار، وإن كان المراد بالجنة الشياطين، فعلمهم بأنهم محضرون علمهم بأنهم يدخلون النار لكون أبالسته آيسين من رحمة الله.
﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ﴾ استثناء من المحضرين، وقيل: من الواصفين.
﴿مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾ الضمير (٣) عائد إلى ما يعبدون.
وعن إبراهيم قال في قوله: ﴿إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)﴾: إن (٤) الأمر قدر عليه أن يصلى الجحيم، وقيل: إنكم لا تفتنون بآلهتكم إلا من سبق عليه مني أنه يصلى الجحيم.
في قوله: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا﴾ الآيات دلالة على أن الله تعالى أعلى كلمة جميع عباده المرسلين، وأهلك أعداءهم المنذرين غير أوليائهم.
﴿بِسَاحَتِهِمْ﴾ بفناء دارهم.
روي أن النبي -عليه السلام- (٥) لما حاصر خيبر قال: "الله أكبر الله أكبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين" (٦).

(١) وهو قول مجاهد وقتادة والسدي. أخرجه الطبري في تفسيره (١٩/ ٦٤٥) وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: إن النسب الذي زعموه لله هو قولهم: إن الله وإبليس أخوان -تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا-.
(٢) (ثم) ليست في "ب" "ي".
(٣) (الضمير) ليست في الأصل.
(٤) في "ب": (لأن).
(٥) (السلام) ليست في "ي".
(٦) انظر مشارق الأنوار (٢/ ٢٢٩) لسان العرب (١٠/ ٢٠ بزق).


الصفحة التالية
Icon