﴿فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ﴾ قال مجاهد: النصرانية (١)، وقال الحكم بن عتيبة (٢): ملة محدثة في أيام الفترة، وقال الكلبي: اليهودية والنصرانية (٣)، وقيل: ملة قريش (٤) التي أحدثها لهم عمرو بن لحي.
﴿جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ﴾ (ما) للنفي على لغة تميم وتقديره: جند هنالك ما هو مهزوم من الأحزاب، أو جند ما هو هنالك بمهزوم، أو هو جند ما هو بمهزوم هنالك، فإن صحّ هذا المعنى فالمراد بالجند الملائكة، وهنالك إشارة إلى الأسباب و (من) للتسبُّب (٥) كما في قولك: ما زيد بمنهزم من عمرو.
والثاني: أن تكون (ما) صلة دخولها كخروجها، وتقديره: جند هنالك مهزوم من الأحزاب أو هم جند مهزوم هنالك.
والثالث: أن تكون (ما) التي يجوز بها كون المذكور على أنه صفة تدركها الأوهام تقديره: جندنا كان كيف، فإن صحّ أحد هذين المعنيين فالإشارة بهنالك واقعة إلى بدر أو بعض المشاهد التي انهزم فيها المشركون، ويكون (من) للجنس أي جند من جنس الأحزاب، والأحزاب الذين تحزّبوا على أنبياء الله عليهم السلام.
﴿ذُو الْأَوْتَادِ﴾ جمع وتد وهي ما تركزه في الأرض، وقيل: المراد بالأوتاد قصوره الثابتة في الأرض مثل الجبال، وقيل أربعة أوتاد كان يمد بينها لمن (٦) يعذبه من الناس، وقيل: كانت أوتاد تلعب السحرة عليها بين يديه (٧).
(٢) في الأصل و"ب": (عتبة).
(٣) عزاه ابن الجوزي في "زاد المسير" (٧/ ١٠٣) للفراء والزجاج.
(٤) هذا مروي عن مجاهد كما في الدر المنثور (١٢/ ٥٠٨)، وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير (٢٠/ ٢٣، ٢٥).
(٥) (ومن للتسبُّب) ليست في "أ".
(٦) (يمد بينها لمن) بدلها في الأصل: (كان يمده نبيها).
(٧) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما -. أخرجه الطبري في تفسيره (٢٠/ ٣٠).