﴿أُولِي الْأَيْدِي﴾ القوة أو الصنائع إن شاء الله.
﴿ذِكْرَى الدَّارِ﴾ ذكراهم دار الآخرة وهي إيمانهم بالبعث والثواب والعقاب، فمعنى الآية وقفناهم لهذه الخصلة الخالصة.
﴿وَكُلٌّ﴾ يعطف الجملة.
﴿هَذَا﴾ إشارة إلى ما سبق ذكره.
﴿الْأَبْوَابُ﴾ رفع لتقدير الإضافة فيها أي ﴿مُفَتَّحَةً﴾ أبوابها.
﴿أَتْرَابٌ﴾ جمع ترب وهي للذة والعرس.
﴿حَمِيمٌ﴾ رفع على أنه خبر (هذا)، والأمر (١) عارض بين المبتدأ والخبر كقولك: هذا فاضربه زيدًا، وارتفع بتقدير (من) أي منه حميم ومنه غساق.
﴿مِنْ شَكْلِهِ﴾ أي من مثل العذاب الأول.
فالقول مضمر عند قوله: ﴿هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ﴾ الاقتحام: الدخول على خطر أو مشقة من غير تثبيت.
والقول عند قوله: ﴿لَا مَرْحَبًا بِهِمْ﴾ مضمر ﴿مَرْحَبًا﴾: اسم من الرحب استعمله العرب في الخير والشر فكل من رضيت بمكانه قالت: مرحبًا به، على سبيل الدعاء له، وكل من لم ترضَ بمكانه قالت: لا مرحبًا به على سبيل الدعاء عليه.
وحسن دخول الاستفهام وكونه مرادًا ﴿أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا﴾ إنما هو لكونهم غير متخذين إياهم سخريًا (٢) لو كانوا أشرارًا على الحقيقة داخلين معهم النار؛ لأن الاتخاذ يدل على صرف الشيء عن حقيقته في الغالب، فكأنهم قالوا: أسأنا الظن بهم والقول فيهم اتخذناهم سخريًا أم صدقنا فهم معنا في النار قد ﴿زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ﴾.

(١) الأمر وهو الذي بين المبتدأ والخبر وهو جملة فليذوقوه، والمبتدأ "هذا"، والخبر "حميم".
(٢) من قوله (وإنما) إلى هنا ليست في "ب".


الصفحة التالية
Icon