﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ ثم قال: ﴿هَلْ هُنَّ﴾ لأنه إن كان المراد بهما الأرواح فالروح تذكَّر وتؤنَّث، وإن كان المراد الأصنام فالصورة مؤنثة للفظها.
﴿وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ﴾ في محل النصب لوقوع التوفي عليه (١) ﴿مَنَامِهَا﴾ ظرف لقوله: ﴿يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ﴾ وهذه الآية كقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ﴾ [الأنعام: ٦٠].
﴿اشْمَأَزَّتْ﴾ نفرت وانقبضت، قيل: دخل على الربيع بن خثيم رجل ممن شهد قتل الحسين وكان ممن يقاتله، قال ابن خثيم: يا معلقها يعني الرؤوس، ثم أدخل يده في حنكه تحت لسانه فقال: والله لقد قتلتم صبية لو أدركهم رسول الله لقبل أفواههم وأجلسهم في حجره.
ثم قرأ: ﴿اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ أي: يختصمون.
﴿بَلْ هِيَ﴾ أي النعمة.
﴿قَدْ قَالَهَا﴾ أي المقالة أو الكلمة. وعن الضحاك أن الآية في النضر بن الحارث بن كلدة، وقيل: في أبي حذيفة بن المغيرة، وقيل: إنها عامة في كل كافر هذه صفته.
عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول الله (٢) يقرأ (٣): ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)﴾ ولا يبالي.
﴿قَدْ جَاءَتْكَ﴾ بتذكير الخطاب لذي النفس دون النفس ممن جعل الخطاب للنفس.

(١) أي أنها عطف على الأنفس- وهي منصوبة- والتقدير: يتوفى الأنفس حين تموت ويتوفى التي لم تمت في منامها.
(٢) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٣) (يقرأ) ليست في الأصل.


الصفحة التالية
Icon