﴿يَوْمَ التَّنَادِ﴾ تناديهم ما لها؟ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١)﴾ [الزلزلة: ١]
أو محاجتهم في النار.
﴿لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ﴾ أي شفاعة، وقيل: دعوة مبرهنة صحيحة (١).
﴿وَأُفَوِّضُ﴾ أسلم.
﴿النَّارُ﴾ رفع لكونه بدلًا من ﴿سُوءُ الْعَذَابِ﴾ أو يكون مبتدأً وخبره في الفعل المتصل بالضمير العائد إليها (٢).
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى﴾ على سبيل ردّ عجز الكلام على صدره.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ روي أن الآيتين نزلتا في اليهود الذين أعظموا القول في الدجال الذي ينتظرونه، فزعموا أنه نبي آخر الزمان وأنه يسخِّر السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم ويحيي ويميت فردّ الله عليهم (٣).
قوله: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى﴾ قيل: اليهود ونحوهم ﴿وَالْبَصِيرُ﴾ مثل المؤمن المتعوذ بالله من فتنة الدجال ومعرة الجدال.
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - ﷺ -: "الدعاء هو العبادة" (٤) ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ الآية.
﴿وَالسَّلَاسِلُ﴾ جمع سلسلة وهي الحلق المتصلة بعضها ببعض لتكون
(٢) أي الخبر جملة (يعرضون) وفيه وجه ثالث وهو أن تكون "النار" خبرأ لمبتدأ محذوف، أي: هو أي سوءُ العذاب النارُ لأنه جواب لسؤال مقدّر، و"يعرضون" على هذا الوجه يجوز أن يكون حالًا من "النار" ويجوز أن كون حالًا من "آل فرعون".
[الدر المصون (٩/ ٤٨٥)].
(٣) ذكر سبب النزول هذا القرطبي في تفسيره (١٥/ ٣٢٤ - ٣٢٥).
(٤) أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٢٩٦٩، ٣٢٤٧، ٣٣٧٢)، وابن ماجه (٣٨٢٨)، وأحمد (٤/ ٢٦٧) والحديث صحيح.