تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢)} إلى قوله: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)﴾ فأمسك عتبة على فيه وناشده بالرحم أن يكف، ورجع إلى أهله فلم يخرج إلى قريش، واحتبس عنهم، فقال أبو جهل: يا معشر قريش والله ما نرى عتبة إلا قد صبأ وأعجبه كلام محمَّد وما ذلك إلا من حاجة أصابته، فانطلقوا بنا إليه، فأتوه فقال أبو جهل: يا عتبة ما حبسك عليّ إلا أنك قد صبوت إلى محمَّد وأعجبك أمره، فإن كان لك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن ماله، فغضب وأقسم أن لا يكلم محمدًا أبدًا، وقال: لقد علمتم أني أكثر قريش مالًا ولكني قد أتيته فقصصت عليه القصة فأجابني والله بشيء ما هو بسحر ولا كهانة ولا شعر، قرأ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيَمِ ﴿حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢)﴾ إلى قوله: ﴿فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ فأمسكت وناشدته بالرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمدًا إذا قال شيئًا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب (١).
وعن عكرمة عن ابن عباس في قوله: ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ قال: خلق الأرض يوم الأحد وبوم الاثنين (٢) ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ﴾ قال: شقّ الأنهار وغرس الأشجار ووضع الجبال وجعل فيها المنافع يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وقدّر الأقوات ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾ يوم الخميس ويوم الجمعة، فمن سألك في كم خلقت السموات والأرض فقل في ستة أيام (٣).
﴿غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ مقطوع، من قولهم حبل متين، أو منقوص من قوله:

(١) البيهقي في الدلائل (٢/ ٢٠٢ - ٢٠٤)، وابن عساكر (٣٨/ ٢٤٢).
(٢) روي ذلك مرفوعًا وهو أن اليهود أتت النبي - ﷺ - فسألته عن خلق السماوات والأرض، قال: "خلق الله الأرض يوم الأحد والأثنين... " الحديث أخرجه الطبري في تفسيره (٢٠/ ٣٨٢) وتاريخه (١/ ٢٢) وأبو الشيخ في العظمة (٨٨٠) والحاكم (٢/ ٥٤٣).
(٣) أبو الشيخ في "العظمة" (٨٧٩).


الصفحة التالية
Icon