﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ مبتدأ، وخبره في جملة قوله: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ أي قل لهم.
وعن الحارث الأعور عن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: ألا إنها ستكون فتنة فقلت: ما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله العزيز الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)﴾ مَن ابتغى العلم في غيره أضلّه الله ومَن ولي هذا الأمر من جبار فحكم بغيره قصمه الله، وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم، فيه خير من قبلكم، وبيان من بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، وهو الذي سمعته الجن فلم تنته حتى قالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ﴾ [الجن: ١، ٢]، لا يخلق عن كثرة الرد على طول الدهر ولا ينقضي عبره ولا تفنى عجائبه".
ثم قال للحارث: خذها إليك يا أعور (١).
﴿مَا يُقَالُ لَكَ﴾ معنى قوله: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ والثاني من معنى قوله: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [فاطر: ٤].
﴿أَكْمَامِهَا﴾ جمع كم وهو وعاء الطلع، ويقال: كم العسل إذا استتر من الهواء حتى يقوى، والأكمام أغطية النوى.
﴿الْآفَاقِ﴾ النواحي واحده أفق، فمن جملة ما رأت قريش من الآيات ﴿فِي الْآفَاقِ﴾ على عهد رسول الله (٢) إيمان النجاشي وفيروز الديلمي وباذان والي اليمن وهلاك كسرى أبراويز والأسود (٣) [العنسي واستئصال اليهود ومخافة هرقل وأخذ كبد صاحب دومة الجندل، وما رأوه بعد ذلك هلاك مسيلمة وأخذ طليحة الأسدي، وفتح العراق والشام وما والاها من ديار

(١) الترمذي (٢٩٠٦) وهو حديث ضعيف.
(٢) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٣) من هذا القوس سقط كبير في "أ" ينتهي في سورة (حم عسق).


الصفحة التالية
Icon