﴿وَتُسَبِّحُوهُ﴾ الضمير عائد إلى الله تعالى.
﴿فَمَنْ نَكَثَ﴾ ذكر الكلبي أن جد بن قيس كان من الذين نكثوا العهد وكان قد توارى تحت إبط بعيره ولم يسر مع القوم (١).
﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ﴾ الآيات نزلت في مزينة وجهينة وأسد وغطفان وأمثالهم (٢).
﴿ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ (٣) يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا﴾ أراد
بنفي خروجهم بعد ذلك نفي تكليفهم وتشريكهم في الغنائم، فخرج جماعة منهم إلى خيبر متبرعين لا غنيمة لهم، وقيل: لم تكن غنيمة خيبر إلا لأهل الحديبية خاصة.
﴿سَتُدْعَوْنَ﴾ قد سبق في سورة "التوبة"، قيل: المراد بالدعاء دعاء رسول الله (٤) الناس إلى فتح مكة بعد غزوة خيبر، وإنما يصح هذا التأويل بعد أن يكون المخلفون عن الحديبية غير المخلفين (٥) عن تبوك.
﴿لَقَدْ (٦) رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ كان السبب في بيعة الرضوان ﴿تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ أن النبي -عليه السلام- (٧) خرج من المدينة يريد العمرة وتجهز معه ناس كثير من أصحابه ومعهم هدي فهم يسوقون الهدي معهم، فبلغ ذلك قريشًا واستعدُّوا ليصدوه وأصحابه، وبعثوا خالد بن الوليد في عصابة لذلك، فلما بلغ النبي -عليه السلام- (٧) مسير خالد بن الوليد أحبّ أن يأخذ طريقًا لا يعلم به أحد من المشركين فقال: "أي رجل منكم يأخذ بنا الطريق نحو السيف لعلنا

(١) نقله عن الكلبي ابن الجوزي في تفسيره (٤/ ١٣٠).
(٢) ابن جرير (٢١/ ٢٥٧، ٢٦٢، ٢٦٧، ٢٧٩، ٢٨٠)، والبيهقي في الدلائل (٤/ ١٦٤، ١٦٥).
(٣) (ذرونا نتبعكم) ليست في "ب".
(٤) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٥) في الأصل و"ب": (المخلفون).
(٦) في الأصل: (فقد).
(٧) (السلام) ليست في "ي".


الصفحة التالية
Icon