وعن الحسن أن قوماَ ذبحوا قبل أن يصلي النبي -عليه السلام- (١) يوم النحر، فأمرهم رسول الله أن يذبحوا ذبحًا آخر، فأنزل الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (٢).
وعن الكلبي أن الآية نزلت في المنذر بن عمر والساعدي وأصحابه حين قتلوا رجلين من أهل الميثاق فوداهما رسول الله (٣).
وإنما اختلفوا في سبب نزول الآية لعمومها واشتمالها على هذه المعاني كلها وتلاوة رسول الله -عليه السلام- (٤) إياها عند كل حادثة من هذه الحوادث، فمَن سمعها عند حادثة ظنّ أنها نزلت فيها خاصة. وقد جمع مجاهد هذه الأقوال وقال: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ﴾ أي لا تعاونوا على رسول الله بشيء حتى يقضيه الله على لسانه.
﴿امْتَحَنَ اللَّهُ﴾ ابتلى الله.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ﴾ الآيتان نزلتا في حي من بني العنبر وهم من بني عمرو بن تميم كان قد أغار عليهم عيينة بن حصن الفزاري بأمر رسول الله (٣) وسبي منهم سبيًا كثيرًا، فحضروا المدينة وقت الهاجرة فوجدوا رسول الله (٣) قد دخل إلى أهله للقيلولة، فجعلوا ينادونه من المسجد: يا محمد يا محمد، حتى أيقظوه، فخرج إليهم وهو يمسح النوم عن وجهه، فجعل حكمهم إلى شبرة بن عمرو وهو رجل منهم وعلى دينهم، فحكم بفداء نصف الشيء وعتق النصف، ولو كانوا صبروا حتى يخرج إليهم رسول الله (٣) لأعتق جميعهم وكان ذلك خيرًا لهم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ﴾ السبب في نزول هذه الآية أن النبي -عليه السلام- (٥) استعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو الفاسق على
(٢) ابن جرير (٢١/ ٣٣٦، ٣٣٧).
(٣) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٤) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٥) (السلام) ليست في "ي".