والعصي فأنزل الله فيهم. قال: هذه الآية (١) أصل في قتال أهل البغي وقد اقتتلت طائفتان من المؤمنين بعد رسول الله إحداهما أصحاب والأخرى أهل مصر (٢) فجاء الحسين بن علي ليصلح بينهما فلم يقدر فغلب أهل مصر وقتلوا عثمان - رضي الله عنه -، ثم إنهم تركوا البغي وبايعوا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فثارت فتنة أخرى ثم أخرى ثم أخرى حتى صار علي - رضي الله عنه - إمامًا في معرفة قتال أهل البغي لأنه قتل الناكثين والباغين والمارقين، وقد قال أبو حنيفة - رحمه الله -: لولا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لما عرفنا قتال أهل البغي.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ﴾ قيل: حضر ثابت بن قيس مجلس رسول الله - ﷺ - (٣) بعد امتلاء المجلس بالناس فلم يمرّ بأحد إلا تفسّح له إلا رجلًا واحدًا قال له: أصبت مكانك فاجلس، فذكر ثابت أمه وكان يعير بها (٤)، وشبهت إحدى أمهات المؤمنين طرف إزار الأخرى بلسان الكلب فأنزل الله الآية (٥).
وعن أبي جبيرة (٦) بن الضحاك قال: نزلت الآية فينا ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ جاءنا رسول الله وللرجل الاسمان والثلاثة، فجعل يدعو الرجل فيقول: يا رسول الله إنه ليغضب منه، فنزلت (٧).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا﴾ قال الكلبي: نزلت الآية في رجلين من أصحاب رسول الله -عليه السلام- (٨) قد ضمّ كل واحد (٩) من الفقراء إلى رجلين
(٢) (مصر) ليست في "أ".
(٣) (وسلم) ليست في "ي".
(٤) ابن الجوزي في "زاد المسير" (٧/ ٤٦٥) عن أبي صالح عن ابن عباس.
(٥) نفس الكلام السابق.
(٦) في "ب": (جبير).
(٧) البخاري (٣٣٠).
(٨) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (رسول الله - صلى الله -عليه السلام -).
(٩) (واحد) ليست في الأصل.