﴿قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا﴾ أراد به نفي الإيمان ﴿وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ أثبت الدخول في ظاهر عقد الإسلام بظاهر التصديق على سبيل النفاق، والآية نزلت في نفر من بني الحلّاف، والحلّاف مرّة بن الحارث بن سعد أجدبت بلادهم فحضروا المدينة بذراريهم ونزلوا في طريق المدينة وأفسدوا الطريق بالنجاشة (١) وأغلوا الأسعار، ولم يَزالوا يأتون رسول الله ويقولون: أعطنا يا محمد أعطنا فإنا آمنا بك إيمانًا لم يؤمن به أحد من العرب لأنهم أتوك مثنى وثلاث ونحن انتقلنا إليك بالأهل والذرية حتى أنزل الله فيهم (٢).
...

(١) المثبت من "أ"، وفي الجميع: (النجاسة).
(٢) الظاهر أن الآية نزلت في أعراب بني أسد بن خزيمة بنفس القصة التي ذكرها المؤلف وقد رواها مجاهد. أخرجه الطبري في تفسيره (٢١/ ٣٨٨) وذكره البغوي في تفسيره تعليقًا (٢٠١٧) وورد بنحوه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند النسائي في التفسير (٥٣٩)، أما ما ذكره المؤلف من أنها نزلت في الخلاف مرة بن الحارث بن سعد فلم نجد من ذكر ذلك، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon