جملة متركبة من قسَم وجواب، وتلك الجملة ردّ لكلام سابق أو ضرب عن كلام سابق، وقيل: جواب القسَم في آخر السورة ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى﴾.
وعن عبد الله بن بريدة قال: ﴿ق﴾ جبل محيط بالأرض من زمردة عليه كنفا السماء (١).
﴿مَرِيجٍ﴾ مختلط ملتبس (٢).
﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ أضيف إلى نفسه، ويجوز أن يكون الزرع هو الحصيد.
﴿بَاسِقَاتٍ﴾ طوال، وفي حديث ابن عباس أن عبد المطلب قال لسيف بن ذي يزن: ثبت أصله وبسق فرعه.
وإنما قال ﴿مَيْتًا﴾ لاعتبار المعنى وهو البلد أو المكان.
﴿أَفَعَيِينَا﴾ الاستفهام للإلزام، والعيا الكلال. ﴿خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ نشأة الأخرى.
قال الفراء: ﴿حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ مضاف إلى نفسه، و ﴿الْوَرِيدِ﴾ عرق بين الحلقوم والعلباوين (٣) والله تعالى أقرب إلى كل نفس منها إليها (٤) قائمة بأمره لا بنفسها.
﴿قَعِيدٌ﴾ قال ابن عباس: قعود (٥)، وقال الفراء: ويجوز إرادة الجمع بلفظ الواحد كقول موسى: ﴿إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ١٦] ويجوز أن

(١) أخرجه أبو الشيخ (٩٩٢)، والحاكم (٢/ ٤٦٤)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (١٣/ ٦١٣) إلى ابن المنذر وابن مردويه كلهم عن عبد الله بن بريدة.
(٢) قاله سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وابن زيد. أخرجه الطبري في تفسيره (٢١/ ٤٠٧).
(٣) لم نجده في معاني القرآن للفراء لكن نقله عنه ابن الجوزي في تفسيره (٤/ ١٥٩).
(٤) (إليها) ليست في "ب".
(٥) رواه الفراء في معانيه بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٣/ ٧٧).


الصفحة التالية
Icon