باقيًا معنا إلى أن ينتهي بنا إلى الجنة، ويحتمل أن يكون سؤالهم الإتمام وسؤال النور عن شمائلهم.
﴿بِسُورٍ﴾ هو الأعراف باب الجنة ﴿الرَّحْمَةُ﴾ الجنة ﴿مِنْ قِبَلِهِ﴾ أي من قبل السور كما يمنع المنافقين عن الوصول إليه ﴿قِيلَ﴾ يعني المؤمنين للمنافقين ﴿ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ﴾ أي إلى الدنيا إن استطعتم فاكتسبوا النور كما كسبنا بإذن الله.
﴿أَلَمْ يَأْنِ﴾ ألم يحن ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ بألسنتهم ﴿أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ﴾ بعلوهم ﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ﴾ هما (١) اليهود.
عن نافع قال: ما سمعت ابن عمر أتى على هذه الآية ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ إلا بكى حتى ينشج.
﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ﴾ إنما جاز عطف الفعل على الاسم لكون الاسم في معنى الفعل كالعطف على صلة الاسم الموصول.
وعن مجاهد قال: مَن آمن بالله ورسله فهو صديق وشهيد، ثم قرأ هذه الآية (٢).
﴿وَزِينَةٌ﴾ زخارف الدنيا ﴿وَتَفَاخُرٌ﴾ تذاكر بالشرف القديم، وأول من فخر إبليس ﴿أَعْجَبَ الْكُفَّارَ﴾ الزرّاع، وقيل: أضداد المؤمنين لاختصاصهم بالسرور (٣) العاجل وقلة نظرهم في العواقب ﴿وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ﴾ أي في الآخرة شر (٤) محض وخير محض على غير سبيل الابتلاء.
﴿لِكَيْلَا﴾ أخبرناكم وبيّنّا لكم ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا﴾ والمراد بالأسى أسى المضجر وبالفرح الفرح المبطرة ما يعرض فيعرض عنه.

(١) (هم) في "ب".
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره (١٧/ ٢٥٣).
(٣) في "أ": (الشرور).
(٤) المثبت من "أ"، وفي البقية: (السر).


الصفحة التالية
Icon