ولم تكن لهم نخل ولا مزارع، ثم استوهبهم ابن أبي ابن سلول، فأرسلهم رسول الله (١) إلى أذرعات. وكانت هذه الغزوة في شوال سنة اثنين، وكان كعب بن الأشرف وهو رجل من طي من نبهان ولكنه من جهة أخواله فإن أمه كانت من بني النضير قد نقض العهد وهجا رسول الله (١) ورثى قتلى بدر وحرض المشركين على المسلمين، ثم ارتحل إلى مكة وحالف قريشًا تحت أستار الكعبة أن يكون معهم على عداوة رسول الله (١)، فأرسل رسول الله (١) محمَّد بن مسلمة الأنصاري في أربعة من الأوس منهم عبّاد بن بشر وأبو نافلة سلكان بن سلامة والحارث بن أوس وأبو عيسى بن جبر ليغتالوه، فأتوه في جوف الليل واستنزله محمَّد بن مسلمة من قصره وشكا إليه رسول الله واستقرضه طعامًا، ثم تشبث برأسه وكبَّر فخرج أصحابه من وراء الحائط وضربوه حتى برد، وفي ذلك يقول عباد بن بشر:

صرخت به فلم يعرض (٢) لصوتي وأوفى طالعًا من فوق قصر (٣)
فعدت فقال من هذا المنادي فقلت أخوك عباد بن بشر
وأقبل نحونا يهوي سريعًا وقال لنا لقد جئتم لأمر
فعانقه ابن مسلمة المردي به كفار كالليث الهزبر
وشد بسيفه صلتًا عليه فقطره أبو عيسى ابن جبر
وصلت وصاحباي فكان لما قتلناه الخبيث كديح عسر
وكان الله سادسنا فأبنا بأفضل نعمة وأعزّ نصر
وكانت هذه الواقعة في صفر سنة ثلاث، وبعث رسول الله - ﷺ - (٤) في صفر سنه أربع جبر بن عتيك في ثلاثة من أصحابه إلى خيبر ليغتالوه وكان
(١) في "ب": (رسول الله صلى الله عليه وسلم).
(٢) في المخطوطات (يجعل).
(٣) في المصادر (جدد).
(٤) (وسلم) ليست في "ي".


الصفحة التالية
Icon