منك مغافير، فدخل - ﷺ - على إحداهما فقالت ذلك فقال: "بل شربت عسلًا عند زينب بنت جحش ولن أعود له" فنزلت ﴿لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ (١).
﴿إِنْ تَتُوبَا﴾ لعائشة وحفصة، وعن ابن عباس قال: لم (٢) أزل حريصًا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي -عليه السلام- (٣) قال الله تعالى: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ حتى حج عمر وحججت معه فصببت عليه من الإداوة، فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي -عليه السلام- (٣) اللتان قال الله تعالى (٤) ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ﴾؟ فقال لي: واعجبًا لك يا ابن عباس. قال الزهري: وكره والله ما سأل عنه ولم يكتمه فقال: هي عائشة وحفصة، ثم أنشأ يحدثني الحديث، قال: كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تراجعني فأنكرت من أن تراجعني، فقالت: ما تنكر من ذلك؟! فوالله إن أزواج النبي (٥) ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، قال: فقلت في نفسي: قد خابت من فعلت ذلك منهن وخسرت، قال: وكان منزلي بالعوالي في بني أمية، وكان لي جار من الأنصار كنا نتناوب النزول إلى رسول الله (٦)، قال: فينزل يومًا فيأتيني بخبر الوحي وغيره وأنزل يومًا فآتيه بمثل ذلك، قال: فكنا نحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا.
قال: فجاء يومًا عشاء وهو يضرب على الباب، فخرجت إليه فقال: حدث أمر عظيم، قلت: أجاءت غسَّان؟ قال: أعظم من ذلك، طلق

(١) هذه الرواية نفسها في البخاري (٤٩١٢) فلا أدري لماذا جلب رواية الكلبي، وهذا يدل على قلّة البضاعة الحديثية للمؤلف. والحديث أيضًا في مسند أبي عوانة (٣/ ١٥٨)، والبيهقي في السنن الصغرى (٦/ ٣٤٧)، وأحمد (٦/ ٢٢١).
(٢) (لم) ليست في الأصل.
(٣) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (النبي صلى الله عليه وسلم).
(٤) (تعالى) ليست في "ي" "أ".
(٥) في "ب": (النبي صلى الله عليه وسلم).
(٦) في "ب": (رسول الله صلى الله عليه وسلم).


الصفحة التالية
Icon