العرب وزعم أنه استخرجها من الأرض، وأنها (١) تلك الأصنام القديمة، فكانت ودّ لكلب بدومة الجندل، وسواع لهذيل برهاط، ويغوث لقبائل من اليمن بجرش، ويعوق لهمدان، وفيه شيطان يكلمهم إذا تحاكموا إليه، ونسر الذي لكلاع الذي بأرض حمير (٢) ودعوة نوح -عليه السلام-.
﴿وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا﴾ كدعوة موسى -عليه السلام- (٣).
﴿مِمَّا﴾ "ما" صلة (٤) كما في قوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٩].
﴿دَيَّارًا﴾ فيعال من الدور، وقيل: المراد بالديار صاحب الدار.
عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: إذا كان يوم القيامة دعي نوح -عليه السلام- (٥) إلى الحساب، فيقول قومه: لا والله ما جاءنا، فيقول نوح: بلى والله قد بلغت، فيقال له: من يعلم؟ فيقول: أمة محمَّد، فيجيئون ويشهدون له، ثم كذلك ثم كذلك (٦).
(٢) هذا التفصيل أخرجه البخاري في صحيحه (٤/ ٤٢٧) عن ابن عباس قال: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي كلاع، وهي أسماء رجال صالحين من قوم نوح -عليه السلام-، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت. وكذا روي عن عكرمة والضحاك وقتادة وابن إسحاق مثل هذا.
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) وقيل: إن "ما" زائدة إعرابًا، والتقدير: من خطيئاتهم، ومثله "فبما نقضهم" فبنقضهم و"عما قليل" عن قليل. كما زيدت الباء في قوله: ﴿أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [الزمر: ٣٦]، و ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ [الأعراف: ١٧٢] و ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ [يوسف: ١٧]، و ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤)﴾ [الشعراء: ١١٤]. [انظر: سر صناعة الإعراب (١/ ١٣٣)].
(٥) (-عليه السلام-) ليست في "ي" "ب".
(٦) قريبًا منه عن ابن عباس عند الحاكم (٢/ ٥٤٧، ٥٤٨).