﴿كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ الكثبة الهبوبة من الرمل (١).
﴿وَبِيلًا﴾ ثقيلًا، يقال: ماء وبيل وطعام وبيل. عن أبي سعيد الخدري عنه -عليه السلام-: "يقول الله لآدم -عليه السلام- (٢) يوم القيامة: قم وابعث بعث النار، فيقول: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعماية وتسع (٣) وتسعون، فعند ذلك يشيب الصغير (٤) " وذكر باقي الحديث.
﴿مُنْفَطِرٌ﴾ لأن السماء تذكر وتؤنث ﴿بِهِ﴾ بأمر الله، أو باليوم الذي يجعل الولدان شيبًا وهو من أمر الله تعالى ﴿وَثُلُثَهُ﴾ واحد من ثلاثة ونصفه جزء من جزءين، وفي الآية دليل على جواز الصلاة بقراءة ما تيسر من القرآن من غير تخصيص فاتحة أو غيرها.
وعن ابن مسعود قال: من اقترى منكم بالثلاث الآيات التي في سورة البقرة فقد أكثر وأطاب (٥).
وعن ابن عمر عنه -عليه السلام-: "لا يقبل الله الإيمان والصلاة إلا بالزكاة" (٦).
وعن علقمة قال: قال رسول الله - ﷺ -: "ما من جالب يجلب طعامًا من بلد إلى بلدان المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا كان منزلته عند الله منزلة الشهداء" ثم قرأ رسول الله: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (٧).

(١) قال الكلبي: هو الرمل الذي أخذت منه شيئًا تبعك ما بعده، يقال: أهلت الرمل أهيله هيلًا إذا حركت أسفله حتى انهال من أعلاه، ذكره عنه البغوي في تفسيره (٤/ ٤١٠)، وهو الذي ذكره البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بأنه الرمل السائل (٤/ ١٨٧٤).
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) (وتسع) ليست في الأصل.
(٤) البخاري (٥/ ٢٣٩٢)، ومسلم (١/ ٢٠١).
(٥) الطبراني (٨٦٧٢).
(٦) ذكره في كنز العمال (١/ ١٥١، ٦/ ١٢٩) وعزاه إلى الديلمي، وقال: سنده ضعيف، وانظر جامع العلوم والحكم (١/ ٤٥).
(٧) عزاه السيوطي لابن مردويه (١٥/ ٦٠) وحققه ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف (١٧٩).


الصفحة التالية
Icon