﴿لَمَرْدُودُونَ في الْحَافِرَةِ﴾ يعني الرجعة إلى الشباب وعنفوان الأمر (١) يقال: رجع الأمر إلى حافرته، وهي حافرته، وقيل: ﴿الْحَافِرَةِ﴾ الحفرة المحفورة وهي القبر (٢).
﴿تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ أي رجعة ذات خسر.
﴿فَإِنَّمَا هِيَ﴾ يعني الكرة ﴿زَجْرَةٌ﴾ صوتة، والزجر بالسائمة والصيد هو الصوت بهما.
﴿بِالسَّاهِرَةِ﴾ بالأرض (٣).
﴿هَلْ لَكَ﴾ هل فيك من رغبة وميل ﴿إِلَى أَنْ تَزَكَّى﴾.
﴿نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾ أمّا نكاله في الآخرة: فحين يقدم قومه إلى النار. وأما نكاله في الدنيا: فعندما يقذفه البحر إلى فجوة من الأرض سمكها علوّها الداخل في المساحة.
﴿وَأَغْطَشَ﴾ أظلم الله الليل، والأغطش: الذي في عينيه شبه العمش.
﴿دَحَاهَا﴾ بسطها ووسّعها. عن عبد الله بن عمرو قال: أوّل ما صنع الله الكعبة دحى الأرض من تحتها ثم بني السماء بعدها بألف عام، ثم قال الله تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠)﴾ (٤).
وعن ابن عباس: خلق الله الأرض قبل أن يخلق السماء، ودحى الأرض بعد ما خلق السماء (٥).

(١) أي مردودون إلى الحياة، كما قاله ابن عباس -رضي الله عنهما -. أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٧٠).
(٢) رُوِيَ ذلك عن مجاهد، أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٧١).
(٣) قاله ابن عباس -رضي الله عنهما - وعكرمة والحسن وقتادة، أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (٢٣/ ٧٥).
(٤) الذي رُوِيَ عن عبد الله بن عمرو، قال:
"خلق الله البيت قبل الأرض بألْفَيْ سنة، ومنه دُحِيَت الأرض " أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٩٣)، وتاريخه (١/ ٤٩)، والبيهقي في الشعب (٣٩٨٣).
(٥) عزاه صاحب الدرّ (١٥/ ٢٣٣ - ٢٣٤) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.


الصفحة التالية
Icon