وقال الفراء: الضمير في ﴿جَلَّاهَا﴾ عائد إلى الظلمة (١)، فعلى قياسه الضمير في (يغشاها) عائد إلى الأرض.
﴿وَالسَّمَاءِ﴾ بعده بمعنى المصدر.
وقيل: بمعنى ﴿دَسَّاهَا﴾ دسسها، فقلبت إحدى السينات ياء، كما في فقضى وتصدّى، والتدسيس: الإخفاء والتعليل، ذكره أبو عبيد الهروي، وقال أحمد بن فارس (٢): هو دسايد سواء إذا أغمض وقيل، والمزكّي والمدسي على سبيل التقدير هو الله تعالى، وعلى سبيل مباشرة الفعل هو الإنسان دون النفس.
﴿وَسُقْيَاهَا﴾ للناقة شربها.
﴿فَدَمْدَمَ﴾ العذاب، والدمدمة تكرار الإطباق والتغشية.
...

(١) ذكره الفراء في معانيه (٣/ ٢٦٦)، ثم قال: جاز الكناية عن الظلمة ولم تُذْكر لأن معناها معروف، ألا ترى أنّك تقول: أصبَحَت باردةٌ، وأمْست باردة، وهبّت شمالًا، فكنى عن مؤنثات لم يجرِ لهنّ ذكر لأنّ معناها معروف.
(٢) انظر: مجمل اللغة (٢/ ٢٦٩)، ومعجم مقاييس اللغة (٢/ ٢٧٧)، كلاهما لابن فارس.


الصفحة التالية
Icon