لملائكته تحفظًا وتسديدًا وحتفًا، فإذا بلغ أربعين سنة أمنَه من البلايا الثلاث: البرص والجنون والجذام، فإذا بلغ خمسين سنة خفّف الله حسابه ما لم يعمر، فإذا بلغ ستين سنة وكان في علم الله أنّه سعيد رزقه الله الإنابة إليه بما يحب الله، فإذا بلغ سبعين سنة أحبّه الله وحبّبه إلى أهل السماء، وإذا أحبّ عبدًا دعا جبريل فقال: يا جبريل! إني أحب فلانًا، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء: إنّ الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ويوضع القبول في الأرض فيحبه من سمع به في الأرض، وأن الرجل ليحبه إذا سمع به وما رآه قط، وهو قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (٩٦)﴾ [مريم: ٩٦]، يعني المحبة في الإسلام، فإذا بلغ ثمانين سنة أثبت الله حسناته ومَحَا عنه سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه ما عمل وهو عامله وشفع في أهل بيته، وكان (١) اسمه في السماء أسير الله في الأرض إنْ عمل خيرًا كتب له، وإن ضعف عن شيء مُحِيَ عنه، فإذا ذهب عقله وضَعُف عن العمل كتب له صاحب اليمين مثل ما كان يكتب له من صالح عمله، وأمسك عنه صاحب الشمال فلم يكتب عليه سيئة، وهو قوله: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥)﴾، يعني: أرذل العمر، فمن قرأ القرآن لم يرد في أرذل العمر ﴿لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ [النحل: ٧٠] " (٢).
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ قبل ذلك ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ﴾ إذا بلغوا ذلك ﴿غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ مما يكتب لهم صاحب اليمين.
﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ﴾ فمن الذي يكذّبك على سبيل الإنكار على التكذيب، أو فأي معنى يدلّ على كذبك على سبيل (٣) نفي الأدلّة، أو فأية حجّة تحملك على الكذب أيُّها الكافر.

(١) في "أ": (وهو).
(٢) بهذا اللفظ لم نجده وأقرب شيء وجدناه عند أبي يعلى (٣٦٧٨)، وانظر الفردوس بمأثور الخطاب (٥/ ٥٣٧).
(٣) (على سبيل) من "أ" "ي".


الصفحة التالية
Icon