﴿غَاسِقٍ﴾ غسق الليل، وعن النبيّ -عليه السلام- أنّه أشار إلى القمر، وقال لعائشة: "تعوّذي بالله من هذا، فإنه هو الغاسق إذا وقب" (١)، دخل.
﴿النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ الساحرات (٢)، والنفث التفل.
﴿حَاسِدٍ﴾ لبيد بن أعصم اليهودي، وذكر الكلبي وغيره أنّه كان سَحَر سحرًا أثّر في نفس النبيّ -عليه السلام-، فقالوا: بينا رسول الله بين النائم واليقظان إذ أتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: أيّ شيء به؟ قال: طبّ الرجل، قال: ومَنْ طبّه؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: فأين جعله؟ قال: في بئرٍ بني أروان تحت مشط ومشاطة.
فبعث رسول الله بعض أصحابه (٣) إلى تلك البئر، فإذا نخلها كأنه رؤوس الشياطين، وإذا ماؤه كأنه نقاعة الحنّاء، وأتوا بالسِّحر إلى رسول الله، فقرا رسول الله المعوّذتين إحدى عشرة آية، فكلّما قرأ آية انحلّت عقدة حتى انحلّت العقد كلّها، وقام الرّسول - ﷺ - كأنه أنشط من عقال (٤).
...

(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٢٤/ ٧٤٨)، وأحمد (٦/ ٢٠٦)، والبغوي في تفسيره (٨/ ٥٩٥)، والنسائي (١٠١٣٨)، وأبو الشيخ في العظمة (٦٨١)، عن عائشة مرفوعًا.
(٢) قاله ابن عباس - رضي الله عنه -، أخرجه الطبري في تفسيره (٢٤/ ٧٥٠)، وكذا رُوِيَ عن مجاهد وقتادة والحسن عند الطبري أيضًا.
(٣) في "أ": (أصحابي).
(٤) البخاري (٣٢٦٨)، ومسلم (٢١٨٩).


الصفحة التالية
Icon