وقيل (١): (لنعلم)، أي: ليعلم (٢) أولياؤنا، كقوله: ﴿فَلَمّا آسَفُونا اِنْتَقَمْنا﴾ [الزخرف: ٥٥].
و (الانقلاب): الانصراف والنّكوص (٣).
وقوله: ﴿عَلى عَقِبَيْهِ﴾ لتأكيد وصف الانقلاب، كقولك: أقبل بوجهه، وولّى على دبره (٤).
"و (العقب): مؤخّر القدم" (٥).
﴿وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً:﴾ أي: وما كانت إلا كبيرة، كقوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضّالِّينَ﴾ [البقرة: ١٩٨] (٦).
﴿وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ:﴾ بنسخ القبلة، وذلك أنّ اليهود قالوا للمؤمنين: إن كان دينكم الأوّل حقّا فقد بطل، وإن كان (٧) باطلا فكيف حال إخوانكم الذين ماتوا عليه من قبل كأسعد بن زرارة والبراء بن معرور، فخطر ببال المؤمنين ذلك وسألوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل (٨).
(وما كان الله ليضيع إيمانكم): هو الأصل، وهو الدّين، بنسخ (٩) بعض من الشرائع وهي الفروع (١٠).
واللام في (ليضيع) لام الجحود (١١)؛ وما الله ليضيع.
و (الإضاعة) نقيض الحفظ (١٢).
﴿لَرَؤُفٌ:﴾ الرّؤوف يرحم على المصاب، ولا أحد من الناس إلا وهو مصاب (١٣) لاختلال حال أو لاكتساب وبال.
١٤٤ - ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ:﴾ عن البراء بن عازب قال: صلّى رسول
_________
(١) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ٩، ومجمع البيان ١/ ٤١٨، والتفسير الكبير ٤/ ١٠٤.
(٢) (أي ليعلم) ساقطة من ب. وينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٩، والقرطبي ٢/ ١٥٦.
(٣) ينظر: الكشاف ١/ ٢٠٠، ولسان العرب ١/ ٦٨٦ (قلب)، والبحر المحيط ١/ ٥٩١.
(٤) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٢٢.
(٥) التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٠، ومجمع البيان ١/ ٤١٦.
(٦) عزي إلى الفراء في إعراب القرآن ١/ ٢٦٩ وتفسير القرطبي ٢/ ١٥٧، ولم أقف عليه في معاني القرآن، وعزي إلى الكوفيين في مجمع البيان ١/ ٤١٦، والبيان في غريب إعراب القرآن ١/ ١٢٦، والتبيان في إعراب القرآن ١/ ١٢٤.
(٧) ساقطة من ب.
(٨) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٢٤ - ٢٦، والبغوي ١/ ١٢٣ - ١٢٤، والعجاب في بيان الأسباب ١/ ٣٩٢ - ٣٩٥.
(٩) في ب: الذين ينسخ، بدل (الدين بنسخ).
(١٠) ينظر: التفسير الكبير ٤/ ١٠٨، والبحر المحيط ١/ ٦٠٠.
(١١) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٢١، والتبيان في تفسير القرآن ٢/ ٧، والبحر المحيط ١/ ٦٠٠.
(١٢) ينظر: البحر المحيط ١/ ٥٩١.
(١٣) في ب: مضاف. وينظر: روح المعاني ٢/ ٧.


الصفحة التالية
Icon