ومقوله، قاله قولا ولم يخلقه فعلا، وبالنّبيّين أنّهم دعاة إلى الله بوحي منه (٤١ و) إليهم، لا يتقوّلون ولا يحرّفون ولا يعزلون، ولا ينال وليّ من الشرف ما ينالون (١).
﴿عَلى حُبِّهِ:﴾ كناية عن اسم الله تعالى (٢)، وعن ابن مسعود والسدّي والشّعبيّ عن المال (٣).
ولابن السبيل ثلاثة معان: مارّ الطريق وهو الضيف (٤)، والمنقطع عن ماله وأهله وهو مستحقّ الزكاة (٥)، والغازي وإعانته قربة، وربّما يستحقّ (٦) الزكاة.
﴿وَفِي الرِّقابِ:﴾ إعانة المكاتبين (٧)، وقيل (٨): اشتراء المماليك وإعتاقهم.
﴿وَالصّابِرِينَ:﴾ المتعفّفين المشتبهين (٩) بالأغنياء ﴿فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ﴾ فيكون عطفا على (ابن السبيل) (١٠). والثاني: الصبر خصال البرّ فينصب الصابرين على محلّ الممدوح (١١)، قال (١٢): [من المتقارب]
إلى الملك القرم وابن الهمام … وليث الكتيبة في المزدحم
وذا الرّأي حين تغمّ الأمور … بذات الصّليل (١٣) وذات اللّجم
﴿الْبَأْساءِ:﴾ المصيبة الشديدة (١٤)، ﴿وَالضَّرّاءِ:﴾ الحالة ذات الضرر (١٥).
وقال الأزهري: البأساء في المال، والضراء في النفس (١٦).
و ﴿الْبَأْسِ:﴾ الشدّة، وأكثر استعماله في الحرب (١٧).
_________
(١) ينظر: تفسير القرآن الكريم ١/ ٥٤٦، وتفسير القرطبي ٢/ ٢٤١، والبحر المحيط ٢/ ٥.
(٢) ينظر: مشكل إعراب القرآن ١/ ١١٩، وتفسير البغوي ١/ ١٤٣، والكشاف ١/ ٢١٨ - ٢١٩.
(٣) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٢٩ - ١٣١، والنكت والعيون ١/ ١٨٧، والمحرر الوجيز ١/ ٢٤٣.
(٤) ينظر: تفسير غريب القرآن ٧٠، وتفسير الطبري ٢/ ١٣٢، والقطع والائتناف ١٧٤.
(٥) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٣٢ - ١٣٣، وتفسير القرآن الكريم ١/ ٥٤٧، والكشاف ١/ ٢١٩.
(٦) بعدها في ع: في، وهي مقحمة.
(٧) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٣٣، والنكت والعيون ١/ ١٨٨، وعزاه إلى أبي حنيفة والشافعي، والكشاف ١/ ٢١٩.
(٨) ينظر: النكت والعيون ١/ ١٨٨، وعزاه إلى الشافعي، وتفسير البغوي ١/ ١٤٣، والكشاف ١/ ٢١٩ - ٢٢٠.
(٩) في ك وع: المتشبهين.
(١٠) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٤٧، وإعراب القرآن ١/ ٢٨١، ومشكل إعراب القرآن ١/ ١١٨.
(١١) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ١٠٥، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٤٧، والكشاف ١/ ٢٢٠.
(١٢) بلا عزو في معاني القرآن للفراء ١/ ١٠٥، والإنصاف ٢/ ٤٦٩ (مسألة ٦٥)، وشرح الكافية في النحو ١/ ٢٦٥.
(١٣) النسخ الثلاث: العليل. والقرم من الرجال: السّيّد المعظّم، وصليل السيوف: صوتها، واللّجم: جمع لجام، ينظر: لسان العرب ١٢/ ٤٧٣ (قرم)، ١١/ ٣٨٢ (صلل)، ١٢/ ٥٣٤ (لجم). وأراد بذات الصليل وذات اللجم: معارك الحرب.
(١٤) ينظر: تفسير البغوي ١/ ١٤٤.
(١٥) ينظر: مجمع البيان ١/ ٤٨٨، وتفسير القرآن العظيم ١/ ٢١٥.
(١٦) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٣٥، والبيضاوي ١/ ٤٥٥، والجواهر الحسان ١/ ٣٦٦.
(١٧) ينظر: تفسير غريب القرآن ٧٠، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٤٧، ولسان العرب ٦/ ٢٠ (بأس).