﴿إِنْ تَرَكَ خَيْراً:﴾ خلّى مالا (١)، قال: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ﴾ [الدخان: ٢٥]، وقال: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات: ٨].
و ﴿الْوَصِيَّةُ﴾ في اللغة: العهد (٢). وفي الشرع: عبارة عن إيجاب تصرّف في (٣) المال على وجه التّوكيل موقّتا بالموت (٤).
وقد نسخ الوصيّة للوالدين والأقربين قوله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الله تعالى قد (٥) أعطى كلّ ذي حقّ حقّه فلا وصيّة لوارث) (٦)، وهذا في حيّز التواتر لما (٧) تلقّته الفقهاء بالقبول (٨).
وقيل (٩): نسختها آية المواريث، وذلك غير صحيح للخبر. وقد أعطى الله الأقربين حقّهم في آية المواريث فقال: ﴿لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ﴾ [النساء: ٧]، وقال:
﴿لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً﴾ [النساء: ١١].
﴿بِالْمَعْرُوفِ:﴾ بالمقدار الذي لا ننكر (١٠) لوكس أو (١١) شطط.
﴿حَقًّا:﴾ نصب على المصدر (١٢)، أو على أنّه مفعول ثان (١٣).
١٨١ - ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ:﴾ أي: الحقّ (١٤)، أو الوصيّة، وهو الإيصاء (١٥).
والمراد ب (من) الأوصياء (١٦).
_________
(١) ينظر: تفسير مجاهد ١/ ٩٥، والوجوه والنظائر ٧٤، وتفسير غريب القرآن ٧٢.
(٢) ينظر: لسان العرب ١٥/ ٣٩٤ (وصي)، والبحر المحيط ١/ ٥٦٨.
(٣) ساقطة من ب.
(٤) ينظر: التعريفات ٣٢٦.
(٥) (تعالى قد) ليس في ب.
(٦) سنن ابن ماجه ٢/ ٩٠٥، والترمذي ٤/ ٤٣٣، والتحقيق في أحاديث الخلاف ٢/ ٢٣٨ و ٢٣٩.
(٧) في ب: مما.
(٨) ينظر: الكشاف ١/ ٢٢٤، والتفسير الكبير ٥/ ٦٢، والبحر المحيط ٢/ ٢١.
(٩) ينظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس ٨٨ - ٩٠، وللمقري ٤٠، والمصفى بأكف أهل الرسوخ ١٧ - ١٨.
(١٠) في ع وب: لا تنكر.
(١١) ساقطة من ب. وينظر: مجمع البيان ١/ ٤٩٢ و ٤٩٣، وتفسير القرطبي ٢/ ٢٦٦. والوكس: النّقص، ينظر: لسان العرب ٦/ ٢٥٧ (وكس). والشّطط: مجاوزة القدر في بيع أو طلب أو احتكام أو غير ذلك من كل شيء، لسان العرب ٧/ ٣٣٤ (شطط).
(١٢) ينظر: إعراب القرآن ١/ ٢٨٣، ومشكل إعراب القرآن ١/ ١٢٠، والبيان في غريب إعراب القرآن ١/ ١٤٢.
(١٣) ينظر: تفسير البغوي ١/ ١٤٧.
(١٤) ينظر: التبيان في إعراب القرآن ١/ ١٤٧، والمجيد ٤٧٩ (تحقيق: د. عبد الرزاق الأحبابي)، والدر المصون ٢/ ٢٦٣.
(١٥) ينظر: تفسير غريب القرآن ٧٣، ومشكل إعراب القرآن ١/ ١٢١، والنكت والعيون ١/ ١٩٤.
(١٦) ينظر: الكشاف ١/ ٢٢٤، والبحر المحيط ٢/ ٢٦.