والجمع (١)، قال (٢): [من الوافر]
ذراعي عيطل أدماء بكر … هجان اللّون (٣) لم تقرأ جنينا
﴿وَالْفُرْقانِ:﴾ الحكم الفاصل (٤)، ولذلك عطفه على ﴿الْهُدى.﴾
وعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه خرج (٤٢ ظ) عام الفتح صائما في شهر رمضان، فلمّا بلغ الكديد أفطر وأمر بالإفطار (٥).
واسم (السّفر) (٦) في اللّغة يشمل أيّ خروج من الوطن ولو مدّة ساعة، إذ (٧) اشتقاقه من سفارة السّفير، أو الإسفار وهو الظّهور (٨). وفي الشّرع مختصّ بمدّة ثلاثة أيّام (٩).
والمراد بالإرادة: رفع مشيئة الآخر، وهي أخصّ في المرادات من المشيئة، وهي تستعمل (١٠) بمعنى المشيئة والمحبّة والطّلب (١١).
و ﴿الْعُسْرَ:﴾ ما يتعسّر ويشقّ، و ﴿الْيُسْرَ:﴾ نقيضه، ولذلك يقال للعامل بيمينه: يسر (١٢)، وللعامل بيساره: أعسر (١٣).
﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ:﴾ عدّة (١٤) شهر رمضان إن كانت ثلاثين فثلاثين، وإن كانت تسعا وعشرين فتسعا وعشرين (١٥). ويحتمل أنّ المراد به الثلاثين عند الاشتباه (١٦). ويحتمل عدّة القضاء في الحالة الثانية (١٧).
_________
(١) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٢٢، ومجمع البيان ٢/ ١٢، ولسان العرب ١/ ١٣٠ (قرأ).
(٢) عمرو بن كلثوم، ديوانه ٦٦.
(٣) في ب: هجا اللوم، بدل (هجان اللون)، وهو خطأ. والأدماء: البيضاء، شرح القصائد التسع ٢/ ٦٢١. وامرأة عيطل: طويلة، المزهر ٢/ ١٣٥، وقيل: هي الطويلة العنق، شرح القصائد التسع ٢/ ٦٢١.
(٤) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٩٨.
(٥) ينظر: مسند الشافعي ١٥٧، وصحيح البخاري ٢/ ٦٨٦ والسنن الكبرى للبيهقي ٤/ ٢٤٦. والكديد: موضع على اثنين وأربعين ميلا من مكة، معجم البلدان ٤/ ٤٤٢.
(٦) في الآية نفسها: وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ.
(٧) في الأصل وك وب: إذا.
(٨) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١١٨، ولسان العرب ٤/ ٣٦٧ (سفر).
(٩) ينظر: الأوسط ١/ ٤٤٦، وبداية المبتدي ٢٥، وحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ٢٧٥ - ٢٧٦.
(١٠) في الأصل: يستعمل.
(١١) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٢٣ - ١٢٤، ومجمع البيان ٢/ ١٢، والتعريفات ٣٠ - ٣١.
(١٢) النسخ الثلاث: أيسر.
(١٣) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٢٤، ولسان العرب ٤/ ٥٦٣ (عسر).
(١٤) ساقطة من ب.
(١٥) ينظر: تفسير البغوي ١/ ١٥٣، والقرطبي ٢/ ٢٠٢، والبحر المحيط ٢/ ٥١.
(١٦) ينظر: تفسير القرآن الكريم ١/ ٥٦٥ - ٥٦٦.
(١٧) ينظر: تفسير القرآن الكريم ١/ ٥٦٥، وتفسير البغوي ١/ ١٥٣، والقرطبي ٢/ ٢٠٢.


الصفحة التالية
Icon