محلّ النّصب (١)، والواو عند البصريّين للجمع (٢)، وعند الكوفيّين للصّرف (٣)، قال (٤): [من الكامل]
لا تنه عن خلق وتأتي مثله … عار عليك إذا فعلت عظيم
﴿بِها:﴾ أي: بالحجّة، يقال: أدلى بحجّته (٥). ويقال: بالأموال، أي: الرشوة، أي: لا تتوسّلوا بها إلى الحكّام (٦)، وفي حديث عمر حيث استسقى: وقد دلونا به إليك، أي: توسّلنا بالعبّاس قدّس الله روحه (٧).
وأصل الإدلاء إرسال الدّلو (٨).
و ﴿الْحُكّامِ:﴾ جمع حاكم، مثل: شاطر وشطّار. والحاكم الذي يمنع الخصمين بقضائه (٩) عن التّعدّي. والحكم القضاء الحتم (١٠).
١٨٩ - ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ:﴾ نزلت في معاذ بن جبل وأمثاله ﴿(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ)﴾، هكذا روي عن ابن عبّاس وقتادة والرّبيع (١١)، فبيّن الله لهم وجه الحكمة في زيادة القمر ونقصانه، وهو أن يشترك الناس كلّهم في معرفة مواقيتهم التي هي لمعاملاتهم وحجّهم وصومهم وزكاتهم من غير استخراج بحساب دقيق مخوف عليه من غلط فاحش (١٢).
و ﴿(الْأَهِلَّةِ)﴾: جمع هلال كالإمام والأئمّة (١٣).
قال الزجّاج: الهلال يكون ليلتين (١٤) من أوّل الشهر، وقيل: ثلاث ليال، وقال الأصمعيّ:
ما لم يتحجر، أي: بخطّ مستدير، وقيل: ما لم يبهر باللّيل، ثمّ يصير قمرا (١٥).
_________
(١) (والواو للعطف... النصب) ليس في ك وع. وينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ١١٥، وللأخفش ١/ ٣٥٣، ومشكل إعراب القرآن ١/ ١٢٣.
(٢) ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن ١/ ١٤٥.
(٣) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ١١٥، وتفسير الطبري ٢/ ٢٥٢.
(٤) أبو الأسود الدؤلي، ديوانه ٢٣٣.
(٥) ينظر: إعراب القرآن ١/ ٢٩٠، وتفسير القرطبي ٢/ ٣٣٩ و ٣٤٠.
(٦) ينظر: تفسير غريب القرآن ٧٥، وإعراب القرآن ١/ ٢٩٠، والوجيز ١/ ١٥٣.
(٧) ينظر: تأويل مختلف الحديث ٢٥٣.
(٨) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٢٥٢، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٥٨، والوجيز ١/ ١٥٣.
(٩) في ع: لقضائه. وينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٣٨، ومجمع البيان ٢/ ٢٤.
(١٠) ينظر: لسان العرب ١٢/ ١٤١ (حكم).
(١١) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٢٥٣ - ٢٥٤، والقرطبي ٢/ ٣٤١، والبيضاوي ١/ ٤٧٤.
(١٢) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٢٥٤، ومعاني القرآن الكريم ١/ ١٠٣، وتفسير القرآن الكريم ١/ ٥٧٧ - ٥٧٨.
(١٣) ينظر: إعراب القرآن ١/ ٢٩٠، وتفسير البغوي ١/ ١٦٠، ولسان العرب ١١/ ٧٠٣ (هلل).
(١٤) في ب: لليلتين، وبعدها (من أول الشهر) ساقطة منها.
(١٥) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٥٩ - ٢٦٠، والتبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٤٠، ومجمع البيان ٢/ ٢٦.


الصفحة التالية
Icon