يرفع الإثم عن المتأخّر لما جاز الرّمي فيه إذ التنفل بالرمي عبث.
﴿لِمَنِ اِتَّقى:﴾ أي (١): رفع الإثم لمن اتّقى محظورات الإحرام (٢). روي أنّ رجلا توفّي بمنى، فقيل لعمر: أما تشهد دفنه؟ (٤٦ ظ) فقال: وما يمنعني عن دفن من لم يذنب مذ غفر له (٣).
وقال (٤) صلّى الله عليه وسلّم: (من حجّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه) (٥).
والحشر (٦): الجلاء.
٢٠٤ - ﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ:﴾ قال السدّي وغيره: نزلت في الأخنس بن شريق الثّقفيّ، وكان رجلا حسن المنظر، حلو المنطق، خبيث السّريرة، واسمه فيما يروى أبيّ، وإنّما لقّب بالأخنس (٧) لأنّه خنس مع (٨) ثلاث مئة رجل من حلفائه من بني زهرة يوم بدر ولم يشهدوا (٩). وقال الحسن: نزلت في كلّ منافق ومراء (١٠).
وإعجاب الشيء بالشيء أن يسرّه (١١).
﴿وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ:﴾ يعني يقول: الله شهيد على ما في قلبي من الوفاء والإخلاص (١٢).
﴿وَهُوَ أَلَدُّ:﴾ شديد (١٣) الخصومة. فإن كان الألدّ ههنا بمعنى النعت ف‍ ﴿الْخِصامِ﴾ مصدر كالقتال (١٤)، وإن كان على معنى التفضيل ف‍ (الخصام) (١٥) جمع خصم نحو: كلب وكلاب (١٦).
والمخاصمة قريب من المحاجّة (١٧).
_________
(١) ساقطة من ك.
(٢) ينظر: معاني القرآن الكريم ١/ ١٤٦، وتفسير البغوي ١/ ١٧٩، والقرطبي ٣/ ١٤.
(٣) ينظر: مصنف عبد الرزاق ٥/ ١٤.
(٤) في الأصل وك وع: قال، والواو ساقطة.
(٥) مسند أحمد ٢/ ٤٨٤، والترغيب والترهيب ٢/ ١٠٣، وجامع العلوم والحكم ١٦٧.
(٦) في الآية نفسها: وَاِعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.
(٧) في ك: الأخنس.
(٨) في ك: في.
(٩) (ولم يشهدوا) ساقطة من ب. وينظر: تفسير الطبري ٢/ ٤٢٥، والبغوي ١/ ١٧٩، والإصابة ١/ ١٩٢.
(١٠) ينظر: النكت والعيون ١/ ٢٢١، وزاد المسير ١/ ١٩٩، والجواهر الحسان ١/ ٤٢٦.
(١١) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٧٨، ومجمع البيان ٢/ ٥٤.
(١٢) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٤٢٥، والبحر المحيط ٢/ ١٢٢.
(١٣) في ع: أشد. وينظر: غريب القرآن وتفسيره ٩٠، وتفسير غريب القرآن ٨٠، والعمدة في غريب القرآن ٨٩.
(١٤) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٧٩، والتفسير الكبير ٥/ ١٩٩، والبحر المحيط ٢/ ١٢٣.
(١٥) بعدها في ع: (مصدر كالقتال وإن كان على معنى التفضيل فالخصام)، وهي مقحمة.
(١٦) ينظر: تفسير غريب القرآن ٨٠، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٧٧، والتبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٧٩.
(١٧) ينظر: تفسير القرطبي ٣/ ١٦.


الصفحة التالية
Icon