عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدويّ (ت ١٨٢ هـ‍):
عند حديثه عن الآية ١٢١ من سورة البقرة قال: «نزلت في مؤمني أهل الكتاب، عن ابن زيد، وهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم» (١). وعند الكلام على (ألوف) في قوله تعالى: ﴿وَهُمْ أُلُوفٌ﴾ [البقرة: ٢٤٣] قال: «وزعم ابن زيد أنّه جمع آلف، أي: مؤتلفة القلوب» (٢).
وعند تفسيره قوله تعالى: ﴿قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ﴾ [آل عمران: ٦٤] نقل عنه أنّه «خطاب لوفد نجران» (٣).
وحين تكلّم على قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ﴾ [آل عمران:
١٠٢] نقل عنه «أنّ هذه الآية منسوخة بقوله: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اِسْتَطَعْتُمْ﴾ [التّغابن: ١٦]» (٤).
ولما حكى الأقوال التي دكرت في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالصّاحِبِ بِالْجَنْبِ﴾ [النساء: ٣٦] نقل عنه موافقته لما حكي عن ابن عباس من أنّ المراد به «هو المنقطع إليك يرجو خيرك ونفعك» (٥).
وفي حديثه عن قوله تعالى: ﴿اِنْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً﴾ [التّوبة: ٤١] نقل كثيرا من الأقوال في تفسير الخفاف والثّقال، منها قول ابن زيد: «الثّقال: أصحاب الضّيعة، والخفاف: غيرهم» (٦).
ب-أئمة اللغة والنحو:
الفراء، أبو زكريا يحيى بن زياد (ت ٢٠٧ هـ‍):
معلوم أنّ الفرّاء من أشهر أئمّة المدرسة الكوفيّة، ولأنّ المؤلّف يميل إلى الكوفيّين فقد أكثر من نقل آراء الفرّاء النّحويّة والصّرفيّة واللّغويّة، بل إنّه قد يكتفي برأيه ولا يذكر غيره، وكان يعزو هذه النّقول إلى الفرّاء في كثير من المواضع، ولكنّه نقل عنه آراء كثيرة أيضا بلا عزو.
فعند حديثه عن أصل (صيّب) في قوله تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾ [البقرة: ١٩] نقل رأي الفراء فقال: «وأصل الصيّب صيوب، وعند الفرّاء صويب» (٧).
_________
(١) درج الدرر ١٤٢ - ١٤٣.
(٢) درج الدرر ٢٥١.
(٣) درج الدرر ٣٢٠.
(٤) درج الدرر ٣٣٣.
(٥) درج الدرر ٤٠٦.
(٦) درج الدرر ٦٩٦.
(٧) درج الدرر ١٨.


الصفحة التالية
Icon