و (الوعد المفعول): هو الضمان المأتي.
٦ - ﴿لَكُمُ الْكَرَّةَ:﴾ إليكم المنعة والقوّة لتكرّوا عليهم، فتخرجوهم من دياركم.
﴿نَفِيراً:﴾ عشيرة ورهطا.
٧ - ﴿فَلَها:﴾ أي: فعليها.
و (إذا): ظرف زمان، والعامل مضمر فيه، تقديره: فإذا وعد الآخرة أنجزناه وحقّقناه، وبعثناهم ليكون كذا وكذا.
﴿وَلِيُتَبِّرُوا:﴾ وليهلكوا ما علوه إهلاكا، أو ليهلكوكم (١) ما داموا (٢) عالين إهلاكا.
لم يختلف أهل العلم في الموعود الأوّل أنّه بختنصر وأصحابه، ولكنّهم اختلفوا في تعريفه ونسبته، وعاقبة أمره، واختلفوا في الموعود (١٨٥ ظ) الثاني. الكلبي (٣): أنّه كان ملك بابل، غزا بيت المقدس، وقتل أربعين ألفا من قرّاء التوراة، وسبى الباقين، فمكثرا في تلك المحنة تسعين سنة حتى مات بختنصر، واستولى على بابل ملك من همذان اسمه كورش، وأنّه تزوّج من بني إسرائيل امرأة (٤) اسمها مسحت بنت روبابيل التي تشفّعت إلى زوجها، وسعت في إصلاح قومها، وفي ردّهم إلى أوطانهم فأجابها زوجها إلى ذلك.
وذكر أنّ الموعود الثاني ملك من ملوك الروم، اسمه انطياخوس سار فيهم سيرة بختنصر البابلي بعد مئتين وعشرين سنة. قالوا: ثمّ رحمهم الله تعالى وأمّنهم في ديارهم، وبعث إليهم أنبياء حتى عادوا إلى الكفر والطغيان وقتل الأنبياء، وكفروا بالمسيح، فعاد الله إليهم بالعقوبة ثالثا، وسلط اسفسيانوس الرومي، وابنه ططوس بن اسفسيانوس بعد أبيه، فخرب (٥) بيت المقدس، ولم يزل خرابا إلى أن بناه المسلمون في خلافة عمر بن الخطاب.
وحكى الشعبي (٦) في كتاب «سير الملوك»: أنّ بخت نصر إنما هو بخت نرسي، وهذه كلمة نبطية، ومعناها كثير البكاء والأنين، واسمه بالفارسية لهراسف بن قنوجي بن كنيمش بن (٧) كتابنه بن كيقباذ. كان كيقيانوس بن كيقباذ (٨)، طرد أخاه وجفاه وأقصاه، وسيّره إلى مدينة
_________
(١) ك: ليهلكوا.
(٢) ع: ماذا مين.
(٣) ساقطة من ع.
(٤) ساقطة من أ.
(٥) أ: فخرجت.
(٦) أبو عمرو عامر بن شراحيل الهمداني، تابعي، ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز، توفي سنة ١٠٥ هـ‍. ينظر: المعارف ٤٤٩، طبقات الفقهاء ٨٢، والمقتنى في سرد الكنى ١/ ٤٢٨.
(٧) ساقطة من أ.
(٨) ك: لقبا.


الصفحة التالية
Icon