و (الخذلان): ضدّ النّصرة.
٢٣ - ﴿وَقَضى رَبُّكَ:﴾ نزلت في سعد بن أبي وقاص كان قد أسلم، وله أمّ مشركة، تشتمه، وتطرده عن بيتها، وتعود عليه بالجميل أخرى، وكان سعد متقدم الإسلام، لم يتقدمه إلا زيد بن حارثة، وأبو بكر الصديق، وعليّ بن أبي طالب.
﴿فَلا (١)﴾ تَقُلْ لَهُما أُفٍّ: نهي عن التأفيف، ونصّ عليه، يدلّ بفحواه على ما فوق ذلك أدخل في النهي، كما أنّ مثقال ذرة ومثقال حبّة يدلاّن أنّ ما فوقهما أدخل في الجزاء والحساب.
﴿وَلا تَنْهَرْهُما:﴾ ولا تزجرهما.
﴿قَوْلاً كَرِيماً:﴾ هو مقالة (٢) الرجل الكريم.
عن أنس (٣) قال: بعث رسول الله في بعض أمره، فقال: أوصني، فقال: «أوصيك أن تبرّ بوالدتك»، قال: زدني، قال: «أوصيك أن تبرّ بوالدتك»، قال: زدني، قال: «أوصيك أن تبرّ والديك (٤)، فإنهما جنتاك». وعن أبي هريرة قال: بعد يا رسول، (٥) من أحقّ بحسن الصحبة منّي؟ قال: «أمك»، قال: ثمّ، قال: «أمّك»، قال: ثمّ من، قال: «أبوك». (٦) عن محمد بن صدقة: أنّ رجلا أتى النبيّ عليه السّلام فقال: أتيتك لأجاهد معك، وتركت والديّ يبكيان، قال: «فانطلق فأضحكهما كما أبكيتهما». (٧)
٢٤ - ﴿وَاِخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ:﴾ أي: تواضع، وتذلّل لهما (٨) من رحمتك عليهما، وهذا أبلغ في الأمر بالتواضع من قوله: ﴿وَاِخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: ٨٨].
٢٥ - ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ:﴾ لأنّه هو الذي خلقها، فسوّاها، وألهمها فجورها وتقواها، وهو الذي يحول بين المرء وقلبه، وإليه المصير.
_________
(١) الأصول المخطوطة: ولا.
(٢) الأصل وك: ما قاله.
(٣) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري، خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توفي سنة ٩٥ هـ‍. ينظر: معجم الصحابة ١/ ١٤، والإصابة ١/ ٧١.
(٤) ع: بوالدتك.
(٥) هذا جزء من حديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٦٤٦)، وابن حبان في الصحيح (٩٠٧)، وابن خزيمة (١٨٨٨).
(٦) من قوله: (من أحق الناس..) جزء من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في صحيحه (٥٦٢٦)، ومسلم في صحيحه (٢٥٤٨) وابن حزم في المحلى ١٠/ ٣٢٣، والحميدي في المسند ٢/ ٤٧٦ (١١١٨).
(٧) أخرجه بلفظ (لأجاهد) ابن ماجه (٢٧٨٢)، وأخرجه غيره بلفظ (لأبايعك على الهجرة): أبو عبد الله المروزي في البر والصلة ٣٧، وأبو داود في السنن (٢٥٢٨)، والحاكم في المستدرك ٤/ ١٦٨ و ١٦٩.
(٨) ساقطة من ع.


الصفحة التالية
Icon