٥٣ - ﴿وَقُلْ لِعِبادِي:﴾ قال ابن عباس: كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكة (١) يؤذيهم المشركون بالقول والفعل، فشكوا ذلك إلى رسول الله عليه السّلام فأنزل. (٢)
﴿لِعِبادِي:﴾ المسلمين.
﴿هِيَ أَحْسَنُ:﴾ من القول برد السّلام بلا فحش ينزع بينهم وبين الكفّار.
٥٥ - ﴿وَلَقَدْ (٣)﴾ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ: قال عليه السّلام: «سألت ربي مسألة وددت أن لم أسألها إيّاه قط، قلت: اتخذت إبراهيم خليلا، وكلّمت موسى تكليما، وسخّرت مع داود الجبال يسبحن، وأعطيت سليمان كذا وكذا، وأعطيت فلانا كذا وكذا، فقال لي: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أشرح لك صدرك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أرفع لك ذكرك. قال: قلت: بلى، قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أجدك عائلا فأغنيتك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أضع عنك وزرك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أوتك ما لم أوت نبيّا قبلك خواتيم سورة البقرة؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أتخذك خليلا كما اتخذت إبراهيم خليلا؟». (٤) كان سؤاله على وجه التواضع والاعتراف بفضل الأنبياء، ورفعة منازلهم، تعرضا لزيادة رتبه، لا (٥) أنّه نسي إحسان الله، واستحقر نعم الله تعالى فنبّهه الله تعالى على أنّه بلغّ أجلّ المراتب وأرفّعها، وأنّه لا ينبغي له التعرض لشيء بعدها، وإنّما ندم على هذا السؤال دون سائر الدعوات المأثورة؛ لأنّ تلك إلا سؤلة (٦) صدر بعضها منه على سبيل التعليم لأمّته، وبعضها على سبيل الاحتياج دون التمنّي والاقتراح. عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ: أعطي إبراهيم الصحف الأولى أوّل ليلة من شهر رمضان، وأعطي موسى عليه السّلام التوراة لستّ ليال خلون من رمضان، وأعطي داود عليه السّلام الزبور لثنتي عشرة ليلة من رمضان، وأعطي عيسى عليه السّلام الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان (٧)، وأعطي محمد عليه السّلام الفرقان لأربع وعشرين من رمضان. قال:
إما أن أراد شهر (٨) رمضان شهر صوم كلّ نبيّ في شريعته، أو إعطاء (٩) شيء على سبيل الافتتاح، فإنّ ميقات الألواح كان في ذي القعدة وعشر من ذي الحجة.
_________
(١) ساقطة من ع.
(٢) ينظر: زاد المسير ٥/ ٣٥.
(٣) الأصول المخطوطة: وقد.
(٤) ينظر: المعجم الأوسط للطبراني (٣٦٥٢)، والأحاديث المختارة ١٠/ ٢٨٧، ومعتصر المختصر ١/ ٥.
(٥) ك: إلا.
(٦) أ: سألة.
(٧) (وأعطي عيسى الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان) ساقطة من ك.
(٨) في ع وأ: بشهر.
(٩) في ع: أعطى.


الصفحة التالية
Icon