١٢ - يستشهد بأحاديث موضوعة: كما في سورة النور وعند تفسير معنى النور في قول الله تعالى: ﴿اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ [النور: ٣٥]، يورد الحديث القدسي الموضوع: «الشيب نوري»، (١) وكذلك يورد قصة الغرانيق عند تفسيره قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾ [الإسراء: ٨٨]. (٢)
المطلب الثالث
التفسير بأقوال الصحابة والتابعين
أولا-أقوال الصحابة
بعد أن يفسر المفسّر الآية بالآيات الأخرى من القرآن الكريم، ثم بما صح من أحاديث عن النبي عليه السّلام، ينتقل إلى المرحلة الثالثة، وهي البحث عن أقوال الصحابة رضوان الله عليهم، فإن وجد أقوالا صحيحة عنهم اعتمدها وقال بها في تفسير الآية، فإن الصحابة أدرى الناس بالقرآن؛ لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها عن غيرهم، ولما لهم من الفهم والعلم الصحيح، ولا سيما علماؤهم وكبراؤهم رضي الله عنهم.
ويكون اعتماد المفسّر على الصحيح منها، لأن كثيرا من الأقوال لا تصح نسبتها إليهم، وقد يتعارض بعضها مع ظاهر كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فهي كالحديث النبوي الشريف منها الصحيح والضعيف والموضوع.
وقد اهتم المؤلف بهذا النوع اهتماما بالغا، إذ نقل من أقوال الصحابة في تفسير كتاب الله تعالى الكثير، وقد اتبع في ذلك أساليب مختلفة، منها:
١ - يفسر آية بقول صحابي: مثال ذلك: «قيل: جاء يهوديّ إلى عمر بن الخطّاب فقال:
أرأيت قوله: ﴿وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ،﴾ الآية [آل عمران: ١٣٣]، فقال عمر لأصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم: أجيبوه، ولم يكن عندهم فيها شيء، فقال: أرأيت النهار إذا جاء يملأ السموات والأرض، قال: بلى، قال: فأين الليل؟ قال: حيث شاء الله، فقال عمر: والنّار حيث شاء الله، فقال اليهوديّ: والذي نفسك بيده، يا أمير المؤمنين، إنّها لفي كتاب الله المنزل كما قلت» (٣).
٢ - يورد أكثر من قول للصحابة في معنى الآية: في تفسيره قول الله تعالى: ﴿أَوْ خَلْقاً مِمّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ﴾ [الإسراء: ٥١]، يذكر عن ابن عباس: أنه الموت يوم بدر. وعن عبد الله بن عمرو: المراد به البعث. (٤)
٣ - يستشهد بقول الصحابي على معنى كلمة نحو: «قيل لعليّ: هلا احترزت من ظهرك؟ قال:
_________
(١) درج الدرر ٣٤٤.
(٢) درج الدرر ١٧٤.
(٣) الأصل (٧٤ و).
(٤) درج الدرر ١٦٠.