﴿جِثِيًّا:﴾ جلوسا على الركب، قربت من الجثوم.
٦٩ - ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ:﴾ لنميزنّ. وقيل: لنقولنّ.
﴿أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا:﴾ فليخرج، ويحتمل: أيّهم كان أشدّ، ويحتمل: أشدّهم.
فالأول: تخصيص الوصف بما مضى، والثاني: إخلاص الوصف للحال.
٧٠ - ﴿ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ:﴾ علم الله تعالى الذي تفرّد به علم الأعيان، فأمّا علم الأوصاف فقد رزقنا حيث أخبر أنّ الكبائر (١) هي الموجبات للنار، فمن كاد يرتكب الكبائر كاد يصلى النار، ومن كان أقدم على اقتحام الفواحش كان أولى وقودا، ومن كان أشدّ إصرارا كان (٢) أحرى خلودا.
٧١ - ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها:﴾ ابن عباس، عن كعب قال: ترفع جهنّم يوم القيامة كأنّها متن إهالة، وتستوي أقدام الخلائق، فينادي مناد (٣): أن خذي أصحابك ودعي أصحابي، فتخسف بهم، ولهي أعرف بهم من الوالدة بولدها، وتمرّ أولياء الله تندى ثيابهم. (٤)
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله عليه السّلام: (٢١٠ ظ) «يرد (٥) الناس النار، ثمّ يصدرون عنها بأعمالهم، فأوّلهم كلمح البرق، ثمّ كالريح، ثمّ كحضر الفرس، ثم كالراكب في رحله، ثمّ كشدّ الرحل، ثمّ كمشيه». (٦) وعن عبد الله قال: الأرض نار كلّها يوم القيامة، والجنّة من ورائها، يرون كواعبها وأكوابها (٧)، والذي نفس عبد الله في يده، إنّ الرجل في الأرض يوم القيامة حتى يبلغ أنفه، ثمّ يرتفع، ثمّ يسوخ، وما مسّه الحساب، فقلنا: وبم ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ممّا يرى الناس يلقون.
وعن عكرمة، عن ابن عباس قال: إنّ للقيامة أحوالا وأهوالا وزلازل وشدائد وظلماء، إذا انشقّت السماء، وتناثرت النجوم، وذهب ضوء الشمس والقمر، وتقلّعت الأشجار، وتدكدك الاكام، وغارت العيون، ونصبت الموازين، ونشرت الدواوين، وجيء بجهنّم تقاد بسبعين ألف زمام من حديد، كلّ زمام (٨) أخذ به سبعون ألف ملك، كلّ ملك أعظم ما بين المشرق والمغرب، يجرّونها جرّا حتى إذا كانت من الموقف مسيرة مئة زفرت زفرة لا يبقى ملك مقرّب، ولا نبيّ
_________
(١) أ: البكاير.
(٢) ك: فهو.
(٣) الأصول المخطوطة: منادي.
(٤) ينظر: شعب الإيمان (٣٧٢ و ٣٧٣)، وحلية الأولياء ٥/ ٣٦٧، والتمهيد لابن عبد البر ٦/ ٣٥٦، التخويف من النار ١/ ١٨٢.
(٥) ك: يرون.
(٦) أخرجه الترمذي (٣١٦٠)، والدارمي في السنن ٢/ ٤٢٤، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٠٧، والتخويف من النار ١/ ١٧٩.
(٧) ساقطة من أ.
(٨) ع: يوم.


الصفحة التالية
Icon