كان مبلّغا عنه بالحبشة، وأنّ عليّا كان مبلّغا عنه في الحجّ الأكبر (١)، وابن عباس كان مبلّغا عنه في تفسير كتاب الله تعالى.
﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ:﴾ عامّ في الملل كلّها. (٢)
١٨ - ﴿أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ:﴾ عن قتادة (٣)، عن صفوان بن محرز (٤) المازنيّ، قال: بينما أنا أطوف مع ابن عمر (٥) بالبيت، إذ عارضه [رجل] (٦)، فقال: يا ابن عمر، كيف سمعت رسول الله يذكر النّجوى؟ قال: يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه، فيقرّره بذنوبه، فيقول: هل تعرف؟ فيقول له: [ربّ] (٧) أعرف ربّ أعرف، حتى يبلغ، فيقول: فإنّي قد سترتها عليك في الدّنيا، وإنّي لأغفرها (٨) لك اليوم، قال: ثم يعطيه (٩) صحيفة حسناته بيمينه، وأما الكافر فينادى به على رؤوس الأشهاد: ﴿هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ...﴾ الآية (١٠).
٢٠ - ﴿يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ:﴾ أي: عليهم.
﴿ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ﴾ أي: لشدّة عداوتهم بعد اختيارهم العداوة أوّل مرّة، فتيسّرت عليهم العسرى، وتعسّرت عليهم اليسرى. (١١)
٢٢ - ﴿لا جَرَمَ:﴾ قال الزجاج (١٢): لا، ردّ لظنّهم، وقولهم الباطل، جرم، أي: كسب لهم
_________
(١) إشارة إلى إرساله بسورة براءه إلى أبي بكر وهو متوجه إلى مكة ليحج بالناس، ينظر: مسند أحمد (٧٩٧٧)، وصحيح البخاري (٤٦٥٥)، خصائص علي ١/ ٩٣.
(٢) ينظر: تفسير الماوردي ٢/ ٤٦٢، ومجمع البيان ٥/ ١٩٠.
(٣) هو: أبو الخطاب، قتادة بن دعامة بن عزيز السدوسي البصري الضرير الأكمه. قدوة المفسرين والمحدثين، توفي سنة ١١٨ هـ‍. ينظر: الطبقات الكبرى ٧/ ٢٢٩، وميزان الاعتدال في نقد الرجال ٣/ ٣٨٥، وطبقات المفسرين ٢/ ٤٧.
(٤) الأصول المخطوطة: محمد، والصواب هو: صفوان بن محرز بن زياد المازني البصري، توفي سنة أربع وسبعين في ولاية عبد الملك بن مروان. ينظر: التاريخ الكبير ٤/ ٣٠٥، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٢٨٦، وكتاب الثقات ٤/ ٣٨٠.
(٥) أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، رضي الله عنهما، توفي سنة ٧٣ هـ‍، وقيل: غيرها. ينظر: التاريخ الصغير ١/ ١٥٤، ١٥٥، ١٥٧، والاستيعاب في معرفة الأصحاب ٣/ ٩٥٠، ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ٣/ ٢٨ و ٣١.
(٦) زيادة من مصادر التخريج.
(٧) من ك، و (له) ساقطة منها.
(٨) ك: لا أغفرها، وهو سهو.
(٩) الأصول المخطوطة: يعطيها، والصواب ما أثبت.
(١٠) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٤٤١ و ٤٦٨٥ وغيره)، ومسلم في صحيحه (٢٧٦٨)، وأبو أمية الطرسوسي في مسند عبد الله بن عمر ٢٧، والبخاري في خلق أفعال العباد ٧٨.
(١١) ينظر: مجمع البيان ٥/ ١٩٢، والكشاف، والبحر المحيط ٦/ ١٣٧.
(١٢) أبو إسحاق، إبراهيم محمد بن السّريّ الزجاج البغدادي، صاحب كتاب «معاني القرآن»، وغيره، توفي سنة ٣١٦ هـ‍، وقيل: غيرها. ينظر: طبقات النحويين واللغوين ١١١، والفهرست ٩٠، ومعجم الأدباء ١/ ١٣٠، ونزهة الألباء في طبقات الأدباء ٢٤٤.


الصفحة التالية
Icon