أهمية هذا الكتاب وسبب اختياره:
يُبَيِّن أهمية هذا الكتاب ما للمؤلف من مكانة علمية عالية وما لكتابه "البسيط" من قيمة علمية كبيرة، فقد برز الواحدي في علوم كثيرة كالتفسير والعربية وتصدر للتدريس في زمانه، يقول الحافظ الذهبي عنه: "الإِمام، العلامة، الأستاذ... صاحب التفسير، وإمام علماء التأويل... كان طويل الباع في العربية.. تصدر للتدريس مدة وعظم شأنه" (١). وقد أثنا عليه وأشاد بمؤلفاته كثيرٌ من العلماء (٢).
فالواحدي قد بلغ مرتبة الإمامة في كثير من العلوم الشرعية. أما كتابه "البسيط" فإن له قيمة علمية كبيرة في مجال التفسير التحليلي للآيات بذكر معاني المفردات وما يتعلق بها من حيث اللغة والنحو، والعناية بالقراءات وبيان أوجهها وعللها، وسياق الأقوال والأوجه في التفسير مع الموازنة بينها أو الترجيح في كثير من الأحيان، وذكر أسباب النزول واستنباط ما تدل عليه الآيات من أحكام، فهذا الكتاب يعتبر من التفاسير الجامعة.
من جهة أخري فإن "البسيط" قد امتاز بمراجعه الأصيلة في التفسير والعربية، كما أنه يعتبر مصدراً مهماً لنصوص كثيرة من كتب مفقودة كـ"المصادر" للفراء و"نظم القرآن" للجرجاني وبعض كتب ابن الأنباري،

(١) "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٣٣٩ - ٣٤١.
(٢) انظر: "المنتخب من السياق" ص ٣٨٧، و"إنباه الرواة" ٢/ ٢٢٣، "ومعجم الأدباء" ١٢/ ٢٥٨، و"وفيات الأعيان" ٣/ ٣٠٣، و"إشارة التعيين" ص ٢٠٩، و"طبقات الشافعية الكبرى" ٣/ ٢٨٩، هـ ٢٩، و"البداية والنهاية" ١٢/ ١٢١، و"طبقات المفسرين" للداودي ١/ ٣٩٤.


الصفحة التالية
Icon