كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: ٦] ذكر القراءات في ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ ومنه قوله: وأما أبو عمرو فكان يلين الثانية ويجعل بينهما مدة.. ، وتبع في ذلك أبا علي حيث قال: وحجة من فصل بين الهمزتين بألف وخفف الهمزة الثانية مع الفصل بينهما بألف، وهو الثبت عن أبي عمرو عندنا.. (١).
ومثال آخر عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٩] ذكر القراءات في قوله تعالى: ﴿هُوَ﴾ ومما قاله: كان أبو عمرو والكسائي يخففان ﴿وَهُوَ﴾ "فهو" ويسكنان الهاء مع الواو والفاء واللام.. " (٢).
ومثال آخر عند تفسيره قوله تعال: ﴿قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٣٠] ذكر القراءات في إني ومنه قوله: "وفتح أبو عمرو وابن كثير "الياء" في قوله ﴿إِنِّي أَعْلَمُ﴾ [البقرة: ٣٠] ﴿وَإِنِّي أَرَى﴾ [الأنفال: ٤٨، يوسف: ٤٣، الصافات: ١٠٢] عند الهمزة المفتوحة، وزاد أبو عمرو عند الهمزة المكسورة مثل: ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾ [يونس: ٧٢، هود: ٢٩، سبأ: ٤٧] وزاد نافع عند المضمومة مثل: ﴿عَذَابِي أُصِيبُ﴾ [الأعراف: ١٥٦] ﴿فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ﴾ [المائدة: ١١٥]، ﴿إِنِّي أُرِيدُ﴾ [المائدة: ٢٩، القصص: ٢٧].. " (٣).
الأمر الرابع: في منهج الواحدي في القراءات قوله: "واعتمدت في أكثرها على كتاب أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي الذي رواه لنا سعيد بن محمد الحيري عنه" هذا أمر واضح في كتابه، حيث اعتمد على كتاب
(٢) "البسيط" ص ٦٧٧.
(٣) "البسيط" ص ٧٠٩.