البلاغية وقد يؤيد بها رأيًا في التفسير.
فمن أمثلة الشواهد الشعرية في المسائل اللغوية: عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: ٣٢] ذكر معنى "الحكيم" وتصريفها وما تأتي عليه من المعاني فقال: ومعنى الحكيم هو المحكم للأشياء صرف من مفعل إلى فعيل كسميع في قوله:
أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَاعِي السَّمِيع (١)
قال ابن المظفر:... والحكم القضاء بالعدل -أيضًا- قال النابغة:
واحْكُم كَحُكْم فَتَاةِ الحَيِّ إذْ نَظَرَتْ | إلى حَمَامٍ سِرَاعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ |
أحْكَمَ الجِنْثِىُّ مِنْ عَوْراتِها | كُلَّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ |
أَبَنِي حَنِيفَةَ أَحْكِمُو سُفَهَاءَكُم
وعند تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٣٥] تكلم عن معنى الظلم، وعن أصله ومنه قوله:... قال أبو عبيد: ويقال لذلك: اللبن المظلوم والظليم وأنشد شمر:
وَقَائِلةٍ ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقَائِي | وَهَلْ يَخْفَى عَلى العَكِدِ الظَّلِيمُ |
(١) تخريج الأبيات ونسبتها لقائليها وشرح غريبها موجود في حواشي "البسيط".