أتخذني خليلًا" أخرجه أبو الحسن الحربي في فوائده (١)، وهذا يعارضه ما في رواية جندب عند مسلم كما قدمته أنه سمع النبي - ﷺ - قبل أن يموت بخمس: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل" فإن ثبت حديث أبي أمكن أن يجمع بينهما، بأنه لما برئ من ذلك تواضعًا لربه وإعظامًا له، أذن الله تعالى له فيه من ذلك اليوم لما رأى من تشوفه إليه، وإكرامًا لأبي بكر بذلك، فلا يتنافى الخبران، أشار إلى ذلك المحب الطبري، وقد روي من حديث أبي أمامة نحو حديث أبي بن كعب دون التقييد بالخمس، أخرجه الواحدي في "تفسيره"، والخبران واهيان والله أعلم (٢).
٢ - العيني (٣) في "عمدة القاري" ١/ ٦٦ - ٦٧.
نقل في تفسير قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: ١] عن الواحدي أنه قال: (أخبرنا محمد بن الحسن الحافظ، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن صالح، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عباد بن
(٢) "الفتح" ٧/ ٢٣، وانظر أيضًا "الفتح" ٣/ ٤٠٩، ٥/ ٣٥، ٨/ ١٩٧.
(٣) هو العلامة بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى العيني، قاضي القضاة ولد في رمضان سنة (٧٦٢) هـ. وتفقه بها ثم قدم حلب، وأخذ بها عن الجمال يوسف الملطي، ثم قدم القاهرة فأخذ عن مشايخها وبرع في الفنون، وولي حسبة القاهرة، ونظر الأحباس، وقضاء الحنفية، وله عدة مصنفات منها: "شرح البخاري"، "معاني الأخبار في أسامي رجال شرح معاني الآثار للطحاوي"، "شرح الشواهد الكبرى" ومختصره. وتوفي في ذي الحجة ٨٥٥ هـ. ينظر: "نظم العقيان في أعيان الأعيان" للسيوطي ١/ ٦٠، "إكمال الكمال" ٦/ ٣٧١.