أهل الأمصار، واختيارات الأئمة، فإني اختلفت أولاً إلى الأستاذ أبي القاسم علي بن أحمد البستي -رحمه الله (١) - وقرأت عليه القرآن ختمات كثيرة لا تحصى، حتى قرأت عليه أكثر طريقة الأستاذ: أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران -رحمه الله (٢) - ثم ذهبت إلى الإمامين أبي عثمان سعيد ابن محمد الحيري، وأبي الحسن علي بن محمد الفارسي -رحمهما الله (٣) - فقرأت عليهما وأخذت من كل منهما حظّاً وافراً بعون الله وحسن توفيقه.
وقرات على الأستاذ سعيد مصنفات ابن مهران، وروى لنا كتب أبي علي الفسوي (٤) عنه، وقرأت عليه بلفظي كتاب الزجاج (٥) في "المعاني" (٦).

(١) تأتي ترجمته لاحقاً في مبحث شيوخه.
(٢) هو أحمد بن الحسين بن مهران أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري، إمام عصره في القراءات، كان ثقة محققاً عابداً صنف في القراءات مصنفات منها: "الغاية"، و"الشامل"، و"المبسوط" وغيرها توفي سنة ٣٨١، ينظر: "معرفة القراء الكبار" ١/ ٣٤٧، و"غاية النهاية" ١/ ٤٩.
(٣) تأتي ترجمتهما لاحقاً في مبحث شيوخه.
(٤) هو: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار أبو علي الفارسي، ويعرف بالفسوي نسبة إلى فسا، واحد زمانه في علم العربية، أخذ عن الزجاج وابن السراج، وطوف بلاد الشام، كان أعلم من المبرد، كان معتزلياً، وقد ذكر الدكتور حسن فرهود في مقدمة "الإيضاح" أكثر من ٣٠ كتاباً للفارسي، توفي سنة ٣٧٧ هـ.
ينظر: "بغية الوعاة" ١/ ٤٩٦ - ٤٩٧، و"إنباه الرواة" ١/ ٣٠٨ - ٣١٠، و"معجم الأدباء" ٧/ ٢٣٢ - ٢٦١.
(٥) هو: إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج النحوي، صاحب كتاب "معاني القرآن" كان من أهل الفضل والدين حسن الاعتقاد، وله مؤلفات حسان في الأدب، توفي سنة ٣١١هـ، أو نحوها.
ينظر: "السير" ١٤/ ٣٦٠، و"إنباه الرواة" ١/ ١٩٠٤
(٦) "مقدمة البسيط" ص (٤٣٢).


الصفحة التالية
Icon