التي دخلت على كثير من رؤساء أهل الزيغ والإلحاد، ثم على رؤوس ذوي الأهواء والبدع، الذين تأولوا بآرائهم المدخولة فأخطؤوا (١)، وتكلموا في كتاب الله عز وجل بلكنتهم العجمية دون معرفة ثاقبة، فضلوا وأضلوا، نعوذ بالله (٢) من الخذلان، وإياه نسأل التوفيق والصواب (٣) (٤).
وقد كان الأكابر من السلف يحثون على تعلم لغة العرب، ويرغبون فيها لما يعلمون من (٥) فضلها وفرط الحاجة إليها (في معرفة ما في الكتاب، ثم في (٦) السنن والآثار، وأقاويل أهل التفسير من الصحابة والتابعين، من الألفاظ الغريبة والمخاطبات العربية (٧)، فإن من جهل لسان (٨) العرب وكثرة ألفاظها وافتنانها في مذاهبها، وجهل جمل (٩) علم الكتاب) (١٠).
ولقد أخبرنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم (١١) رحمه الله قال: أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن (١٢)،

(١) (فأخطأوا): ساقط من (ب).
(٢) (نعوذ بالله). ساقط من (ج).
(٣) في (ج): (التوفيق للصواب).
(٤) انتهى من مقدمة "تهذيب اللغة" ١/ ٢٧ - ٢٨.
(٥) (من): ساقط من (ج).
(٦) (في): ساقط من (ب).
(٧) في (ب): (العربية).
(٨) في "تهذيب اللغة" (جهل سعة لسان العرب) ١/ ٢٩.
(٩) في (ب): (حمل).
(١٠) بنصه من مقدمة "تهذيب اللغة" ١/ ٢٩.
(١١) هو الثعلبي، سبقت ترجمته مع شيوخه.
(١٢) هو أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب بن أيوب النيسابوري، المفسر إمام في معاني القرآن، وكان أديبًا، عارفا بالمغاري، سمع عن جماعة منهم =


الصفحة التالية
Icon