ثم ورد علينا الشيخ الإمام أبو الحسن عمران بن موسى المغربي المالكي (١)، وكان واحد عصره، وباقعة (٢) دهره (٣) في علم النحو، لم يلحق أحد ممن سمعنا شأوه في معرفة الإعراب، ولقد صحبته مدة مقامه عندنا، حتى استنزفت غرر (٤) ما عنده.
وأما (القرآن وقراءات أهل الأمصار واختيارات الأئمة)، فإني اختلفت (٥) أولا إلى الأستاذ (أبي القاسم علي بن أحمد البستي (٦)) رحمه الله، وقرأت عليه القرآن ختمات كثيرة لا تحصى، حتى قرأت عليه أكثر طريقة الأستاذ (أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران (٧)) رحمه الله.
ثم ذهبت إلى الإمامين (أبي عثمان سعيد بن محمد الحيري) و (أبي

= (محمد غياث الجنباز). وله شروح منها: شرح لأبي الحسين علي بن محمد بن إبراهيم القهندزي، له نسخة مخطوطة بالتيمورية (١/ ٢٨٢) الموجود نصف الكتاب، ولعل هذا الشرح هو المراد بقوله: كتابه الكبير في علل القراءات، ولم يذكر أحد ممن ترجم للقهندزي أن له كتابا باسم "علل القراءات".
(١) سبقت ترجمته مع شيوخ الواحدي.
(٢) الباقعة: الرجل الداهية. انظر: "تهذيب اللغة" (بقع) ١/ ٢٨٥.
(٣) في (ب): (واحد دهره وباقعة عصره).
(٤) من (ب): وفي غيرها: (غزر).
(٥) يقال: اختلف إلى المكان إذا تردد. "المعجم الوسيط" (خلف) ١/ ٢٥١.
(٦) سبقت ترجمته مع شيوخ الواحدي.
(٧) هو أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري المقرئ، له عدة كتب في القراءات، وفي بعض علوم القرآن، من أشهرها كتاب "الغاية" الذي سبق ذكره، توفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. انظر ترجمته في "معجم الأدباء" ١/ ٣٤٤ - ٣٤٦، "معرفة القراء الكبار" ١/ ٣٤٧، "غاية النهاية" ١/ ٤٩، "العبر" ٢/ ١٥٧.


الصفحة التالية
Icon