القرين، ومن لم يدركه فلينظر في مصنفاته؛ ليستدل بها على أنه كان بحرًا (١) لا ينزف، وغمرًا (٢) لا يسبر (٣).
وقرأت عليه من مصنفاته أكثر من خمسمائة جزء، وتفسيره الكبير، وكتابه المعنون بـ"الكامل في علم القرآن" (٤) وغيرهما.
ولو أثبت (٥) المشايخ الذين أدركتهم، واقتبست عنهم هذا العلم، من مشايخ (نيسابور) وسائر البلاد التي (٦) وطئتها، طال الخطب ومل الناظر.
وقد استخرت الله العظيم في جمع كتاب أرجو أن يمدني الله فيه بتوفيقه وحسن تيسيره، حتى أبرزه كالقمر انجاب سحابه، والزلال صفا (٧) متنه (٨) واطرد (٩) حبابه (١٠)، يؤدي إلى المتأمل (١١) نضرة الكلم (١٢) العذاب، ورونق

(١) في (ب): (بحر).
(٢) في (ب): (غمر). في "تهذيب اللغة" (الغمر) الماء الكثير، ويقال: رجل غمر الخلق، أي: واسع الخلق، وهو غمر الرداء: إذا كان كثير المعروف واسعه. "تهذيب اللغة" (غمر) ٣/ ٢٦٩٣، "اللسان" (غمر) ٦/ ٣٢٩٣.
(٣) في (ب): (يسير). كان الواحدي شديد الإعجاب بشيخه فبالغ في وصفه. انظر ما سبق عند الحديث عن شيوخه، وكذا في مصادره في "البسيط".
(٤) لم أجد أحدصا ممن ترجم للثعلبي ذكر هذا الكتاب، ولعله فيما ضاع من التراث.
(٥) في (ب): (أتيت).
(٦) في (ج): (الذي).
(٧) في (ب): (والزلال صفائه واطراد..).
(٨) متن كل شيء ما ظهر منه. انظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٣٣٨، "اللسان" (من) ٧/ ٤١٣٠.
(٩) اطرد: تتابع. انظر: "التهذيب" (طرد) ٣/ ٢١٧٥، "اللسان" (طرد) ٥/ ٢٦٥١.
(١٠) حبابه: نفاخاته وفقاقيعه التي تطفو كأنها القوارير، أو الطرائق التي في الماء، كأنها الوشي، وهو الموج يتبع بعضه بعضا. انظر: "تهذيب اللغة" (حب) ١/ ٧١٦، "اللسان" (حبب) ٢/ ٧٤٢.
(١١) في (ب): (التأمل).
(١٢) (الكلم): جمع كلمة. انظر: "اللسان" (كلم) ٧/ ٣٩٢١.


الصفحة التالية
Icon