الكز (١) من المبتدئين فإنه مع هذا الكتاب كمزاول (٢) غلقا ضاع عنه المفتاح، ومتخبط في ظلماء ليل خانه المصباح:

يحاول فتق غيم وهو يأبى (٣) كعنين يريد نكاح بكر (٤)
وأبتدئ في كل آية عند التفسير بقول ابن عباس ما وجدت له نصًّا (٥)، ثم بقول من هو قدوة في هذا العلم من الصحابة وأتباعهم، مع التوفيق بين قولهم ولفظ الآية. فأما الأقوال الفاسدة والتفسير المرذول الذي لا يحتمله اللفظ ولا تساعده العبارة فمما لم أعبأ به، ولم أضيع الوقت بذكره.
وذكرت وجوه القراءات السبع التي اجتمع عليها أهل (٦) الأمصار، دون تسمية القراء (٧)، واعتمدت في أكثرها على كتاب أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي (٨) الذي رواه لنا سعيد بن محمد الحيري (٩) عنه.
(١) من الكزازة وهي اليبس والصلابة، والمراد أنه لم يتدرب ولم يلن بعد. انظر: "التهذيب" (كز) ٤/ ٣١٣٨، "اللسان" (كزز) ٧/ ٣٨٦٩.
(٢) في (ج): (كمزوال).
(٣) في (ب): (يأتي).
(٤) لم أجده.
(٥) سبق بيان منهجه في "البسيط" ص ١١٦. وفيه أنه يبدأ أولا بشرح الكلمات وبيان أصولها واشتقاقها في اللغة، ويذكر الأوجه النحوية، ثم يدخل في تفسير الآية قائلا: أما التفسير، فيبدأ بذكر قول ابن عباس في الغالب، وقد يذكر قول غيره قبله.
(٦) (أهل): ساقط من (ب).
(٧) وقد يسمي القراء. انظر منهجه في "ذكر القراءات".
(٨) هو كتاب "الحجة" لأبي علي الفارسي، وقد اعتمد عليه كثيرا، فهو أحد مصادره الهامة. انظر ما سبق في مصادر الواحدي.
(٩) في (ج) (الجيري): بالجيم. والصحيح بالحاء أحد شيوخه كما سبق.


الصفحة التالية
Icon